جميع المباريات

إعلان

"بين الفلسفة والتفلسف".. جوارديولا ظالم أم مظلوم في مانشستر سيتي؟

جوارديولا

بيب جوارديولا

للمرة الأولى منذ استقباله استقبالًا ملكيًا في نادي مانشستر سيتي عام 2016، يعيش المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا أوقاتًا عصيبة، بعدما وُجهت إليه أصابع الاتهام بشكل أكثر قسوة من أي وقت مضى، كمسؤول أول عن خروج الفريق الإنجليزي من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وسقط مانشستر سيتي بشكل مفاجىء، بثلاثة أهداف مقابل هدف، أمام فريق ليون الفرنسي، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ليفشل مدرب برشلونة وبايرن ميونخ الأسبق مجددًا في مجرد بلوغ نصف نهائي البطولة القارية الأشهر، رغم الإنفاق الهائل على الصفقات، والدعم الإداري اللا محدود الذي تمتع به في النادي الإنجليزي.

كالعادة فاجأ جوارديولا الجميع بخطة لعب غير متوقعة، وخاض المواجهة التي توجه إليه فريقه متمتعًا بأفضلية "نظرية" واضحة بطريقة لعب "3-1-4-2" بالاعتماد على إلكاي جندوجان ورودري إلى جانب كيفن دي بروينا في وسط الملعب، بينما دعم المخضرم فيرناندينيو خط الدفاع إلى جانب إيميريك لابورت والصاعد إيريك جارسيا.

بزحام غير معتاد في خط الوسط، بدا جوارديولا وكأنه يفكر في مواجهة الدور نصف النهائي أمام بايرن ميونخ، قبل خوض مواجهة ليون، حيث لم ير متابعو اللقاء مبررًا للعب بذلك التشكيل أمام الفريق الفرنسي، بينما بدا الأمر منطقيًا أمام الهجوم البافاري المرعب، والذي اكتسح فريق برشلونة الإسباني بثمانية أهداف مقابل هدفين، في المرحلة ذاتها.

رغم أن مانشستر سيتي ودع البطولة القارية الأشهر من دور الستة عشر على يد فريق موناكو الفرنسي، في موسم جوارديولا الأول، قبل توديع البطولة من الدور ربع النهائي في موسمين متتاليين على يد ليفربول وتوتنهام هوتسبر الإنجليزيين، إلا أن كثيرين وجدوا مبررات للصبر على "فلسفة" جوارديولا في المواسم الماضية، خاصة في ظل نتائج محلية مبهرة، كان أبرزها اكتساح الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمي 2017/2018 و2018/2019، إلا أن تراجع الفريق في الموسم الحالي، وابتعاده بفارق 18 نقطة خلف البطل ليفربول، جعل فلسفة جوارديولا محل شك.

قوبل خروج مانشستر سيتي المحبط من دوري أبطال أوروبا بهجوم شرس من جماهير الفريق في بريطانيا، حيث تصدر هاشتاج "PepOut" ترند موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في بريطانيا حتى صباح أمس الأحد، وقال كثيرون من محبي المدرب الشهير إنهم لا ينسون ذكرياتهم الجميلة معه محليًا، إلا أن تكرار الإخفاق القاري في ظل الإنفاق الضخم أصبح أمرًا غير مقبول.

الموسم الحالي كان مبشرًا للغاية لجماهير مانشستر سيتي، لتحقيق إنجاز أوروبي انتظرته الجماهير طويلًا، خاصة منذ استحواذ صندوق أبو ظبي للاستثمار على النادي، وهو الاستحواذ الذي حول تاريخ النادي، حيث ابتعد الفريق مبكرًا عن المنافسة على لقب "بريميرليج" وهو ما أزال الضغوط عقب التوقف الذي سببه تفشي فيروس كورونا المستجد، كما خاض الفريق منافسات دوري الأبطال عقب انتهاء الموسم المحلي، وأقصى ريال مدريد بطل دوري الدرجة الأولى الإسباني بالفوز عليه ذهابًا وإيابًا في دور الستة عشر، لكن الإحباط القاري المعتاد كان في انتظار الفريق أمام ليون.

اللاعبون بدورهم دخلوا مرحلة فقدان الثقة في جوارديولا، حسبما أكدت صحيفة "ذا أتلتيك" تبعًا لمصادر مقربة من غرفة ملابس السيتيزنز، حيث كان الخروج أمام ليون محبطًا للغاية للاعبين الباحثين عن مجد أوروبي.

وأضافت "ذا أتلتيك" أن نجوم مانشستر سيتي اندهشوا من الأسلوب التكتيكي الذي اتبعه جوارديولا خلال مواجهة ليون، والذي شهد تغييرًا غير مبرر، رغم أن لاعبي الفريق الإنجليزي يؤدون بشكل مثالي في طريقة لعب 4-3-3 المعتادة.

البلجيكي كيفن دي بروينا نجم مانشستر سيتي وأفضل لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم المنقضي لخّص شعور زملائه، في تصريحه عقب الخروج أمام ليون، الذي قال فيه: "موسم جديد، ونفس الأمر يتكرر، الوضع أصبح صعبًا، علينا أن نتعلم مما يحدث."

رودي جارسيا المدير الفني لفريق ليون أبرز تفوقه على جوارديولا في تصريح حمل الكثير من النشوة عقب التأهل للدور نصف النهائي، حيث قال في حديث مع إذاعة مونت كارلو: "مع جوارديولا يجب أن تتوقع أي شىء، لكننا انتصرنا في المعركة التكتيكية."

تفوق جارسيا التكتيكي رسّخ أزمة عدم تعامل جوارديولا مع مباريات "خروج المغلوب" بالشكل المثالي، حيث تقع الفرق التي يقودها المدرب الكتالوني في أخطاء متشابهة بشكل شبه دائم، خاصة على الصعيد الدفاعي، رغم التميز الهجومي الذي يتمتع به المدرب الشهير.

التغيير المتكرر في طريقة لعب جوارديولا وتوظيف لاعبيه أفقد الفريق الاستقرار الفني في كثير من الأحيان، فحوّل الفلسفة إلى "تفلسف" في مباريات كان بعضها محوريًا في مشوار الفريق، حيث بدّل جوارديولا خطة لعبه 31 مرة خلال الموسم الحالي بين خمسة أشكال تكتيكية، كما أشرك معظم لاعبيه في مراكز مختلفة على مدار الموسم، بعكس مدربين مثل الألماني يورجن كلوب المدير الفني لفريق جوارديولا الذي غير طريقة لعبه 9 مرات فقط بين أربعة أشكال تكتيكية، وهانسي فليك المدير الفني لفريق بايرن ميونخ، الذي غير طريقة لعبه 13 مرة، بين أربعة أشكال أيضًا.

ومنذ قيادته مانشستر سيتي، لعب جوارديولا بتسعة أشكال تكتيكية مختلفة، وشارك لاعب مثل رحيم ستيرلينج في أربعة مراكز مختلفة خلال الموسم الحالي "الجناحان الأيسر والأيمن، المهاجم الصريح والمهاجم المتأخر" بينما شارك البرتغالي برناردو سيلفا في ستة مراكز "الجناحان الأيمن والأيسر، لاعب خط الوسط الأيمن، لاعب خط الوسط الصريح، صانع لعب ومهاجم".

التلبية "المثالية" لمتطلبات جوارديولا منذ توليه القيادة الفنية لمانشستر سيتي مثلت أحد أبرز أدوات الضغط على المدرب الكتالوني، عقب الإخفاق الأوروبي الجديد، حيث أنفق النادي الإنجليزي 762 مليون جنيه إسترليني على صفقات لدعم الفريق في حقبة جوارديولا، وهو الرقم الذي يقترب من مليار دولار أمريكي.

ورغم أن تشكيل مانشستر سيتي ضم نجومًا كبار، أبرزهم سيرخيو أجويرو، كيفن دي بروينا، رحيم ستيرلينج، ديفيد سيلفا، فيرناندينيو وفينسنت كومباني، إلا أن إدارة النادي الإنجليزي قررت تلبية جميع طلبات جوارديولا، بدعم العديد من المراكز، وتوفير أكثر من عنصر بها على مدار المواسم الأخيرة، حيث تعاقد النادي على سبيل المثال مع أربعة لاعبين في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر "كايل ووكر، بنجامين ميندي، دانييلو وجواو كانسيلو".

في المقابل دافع قطاع من المتابعين والجماهير عن جوارديولا، مؤكدين أن بعض التفاصيل تحرمه من التقدم في دوري أبطال أوروبا، واستشهدوا بفرصة سهلة للغاية أهدرها رحيم ستيرلينج أمام شباك ليون الخالية، عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم الفريق الفرنسي بهدفين مقابل هدف، كما تعثر إيميريك لابورت مدافع الفريق خلال مراقبته موسى ديمبيلي مهاجم ليون، لينفرد الأخير بالحارس إيديرسون ويسجل الهدف الثاني بسهولة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن