بعيون جنوب أفريقية.. من هو ريفيرو وكيف يفكر؟

بات المدرب الإسباني خوسيه ريفيرو، على أعتاب تولي المهمة الفنية للنادي الأهلي خلال الفترة المقبلة، وذلكم عقب رحيله عن فريقه السابق أورلاندو بايرتس في أجواء احتفالية رائعة، شهدت تكريمًا خاصًا له.

ووصل خوسيه ريفيرو، إلى القاهرة الخميس الماضي، للتوقيع على عقود قيادته للنادي الأهلي خلال الفترة المقبلة، والتي من المقرر أن تشهد العديد من التحديات، أولها مسابقة كأس العالم للأندية.

وتقرر أن يقود خوسيه ريفيرو، فريق الأهلي لمدة موسمين، خلفًا للمدرب السويسري مارسيل كولر، والذي شهدت فترته تراجعًا ملحوظًا في مستوى الأحمر، ووداع مسابقة دوري أبطال أفريقيا من دور نصف النهائي أمام ماميلودي صنداونز.

تجربة ريفيرو التدريبية مع أورلاندو بايرتس، كانت الأبرز للمدرب الإسباني في مشواره والتي استمرت لمدة 3 مواسم، ما جعلها تحتوي على كافة الجوانب له داخل وخارج الملعب.

جوانب من مسيرة ريفيرو

تحدث الصحفي لورينز كولر، بصحيفة "iDiski Times" الجنوب أفريقية، عن خوسيه ريفيرو، في تصريحات عبر "يلا كورة" قائلًا: "ريفيرو قبل قدومه إلى أورلاندو بايرتس، قمت بإجراء بحث عنه، وقد كان يعتمد على خطة 3-4-2-1، وبدأ بها بالفعل، لكنه انتقل لاحقًا إلى خطة 4-2-3-1 مع وجود صانع ألعاب تقليدي في دور الرقم 10، وهو باتريك ماسوانغاني"

وأضاف: "ريفيرو نادرًا ما لعب بمهاجمين اثنين، وإذا فعل ذلك، فعادةً ما يكون ذلك في حالات كان الفريق يحتاج فيها إلى أهداف، إنه يقدم كرة قدم جذابة جدًا، تعتمد على الاستحواذ وتنوع الأساليب الهجومية، ولا يقتصر على اللعب عبر الأطراف أو من العمق فقط، وهي طريقة لعب جعلت جماهير أورلاندو بايرتس تحب الحضور إلى الملاعب".

وتابع: "اللاعبون أصحاب المهارات تألقوا تحت قيادته، وفي المباريات الكبيرة، يظهر أفضل ما لدى ريفيرو إنه دقيق جدًا في التخطيط، وقد رأينا ذلك في أنه خسر فقط واحدة من أصل ست نهائيات كأس خاضها في جنوب أفريقيا، وغالبًا ما كان يعتمد على لاعبين يثق بهم في المباريات الكبيرة، والذين كانوا يقدمون مجهودًا كبيرًا، لكن الآن أصبح مدربًا لفريق أكبر يمتلك تشكيلة أفضل، لذلك قد تختلف طريقة تعامله مع المباريات الكبرى في الأهلي".

وأكمل: "ريفيرو يتصرف بسرعة، ولا يخاف من إجراء التغييرات إذا لم تنجح خطته مع ذلك، لم يكن من الشائع أن تفشل خططه، كان جديدًا وأفكاره جلبت الأفضل لفريق أورلاندو بايرتس، وللكرة الجنوب أفريقية بشكل عام، وحتى للمنتخب الوطني، بفضل اللاعبين الجدد الذين ظهروا تحت قيادته، إنه مدرب هادئ جدًا داخل وخارج الملعب، وكان اللاعبون يتجاوبون مع سلوكه ويحبونه".

وتطرق للحديث عن أسلوبه مع وسائل الإعلام، قائلًا: "هو بارد جدًا في تعامله مع الإعلام، ولا يتحدث عن اللاعبين بشكل فردي، وأثناء فترات الانتقادات، كان دائمًا يستشهد بالإحصائيات ليبرهن أن تلك الانتقادات غير مبررة، وكان دائمًا يحمي الفريق واللاعبين".

وأتم حديثه، قائلًا: "ريفيرو مدرب مميز، طوّر عددًا كبيرًا من المواهب الشابة لصالح أورلاندو بايرتس وجنوب أفريقيا خلال فترة قصيرة لم تتجاوز ثلاث سنوات وفي مباراته الأخيرة، ضمت تشكيلته سبعة لاعبين من خريجي فريق الشباب، جميعهم ظهروا لأول مرة تحت قيادته، وهو ما قدّم محتوى مميزًا للغاية للنادي".

مدرب أسطوري

رأى مذوكوزيسي دوبى، الصحفي الجنوب أفريقي في صحيفة "FARPost"، من منظوره خوسيه ريفيرو بشكل مميز، حيث قال في تصريحات لـ"يلا كورة": "خوزيه مدرب يتمتع بقدرة كبيرة على التكيّف، حيث يغير خططه بناءً على متطلبات المباراة، لقد لعب بخطتي 4-3-3، و3-5-2 مع أورلاندو بايرتس".

وزاد: "غالبًا ما يعتمد ريفيرو على ثلاثي هجومي في المقدمة، مهاجم صريح وجناحين على الأطراف، وهو مدرب يحب السيطرة على المباريات، يبني الهجمات من الخلف بطريقة منظمة، ويستحوذ على الكرة لفترات طويلة وأسلوب لعبه ممتع ومثير للغاية".

وأردف: "ريفيرو فاز بخمس نهائيات كأس في جنوب أفريقيا، وفي اثنتين منها تغلب على ماميلودي صن داونز، وهذا يظهر مستواه المميز لقد خسر فقط نهائيًا واحدًا خلال فترة وجوده في جنوب إفريقيا، هو لديه سرعة التصرف عندما يحتاج لإجراء تغييرات، وهو عبقري تكتيكيًا وفي معظم الأحيان، تغير تبديلاته مجريات المباريات".

واستكمل: "لاعبوه يحبونه كثيرًا إنه بمثابة أب بالنسبة لهم، ويحمي لاعبيه دائمًا في الإعلام، في مباراته الأخيرة يوم الثلاثاء، سجل لاعب لم يشارك كثيرًا هذا الموسم هدفًا، وركض نحوه مباشرة ليحتفل معه وهذا يدل على مدى خصوصية علاقته مع لاعبيه إنه إنسان رائع من الطراز الأول".

وواصل: "ريفيرو دائمًا ما يكون هادئًا تحت الضغط، وأحيانًا لا يُظهر أي مشاعر، أما في الإعلام، فهو يُعتبر مدربًا "مملًا" لا يمنح العناوين الصحفية، حذر جدًا في تصريحاته، ولا يكشف الكثير دائمًا ما يحمي النادي ولاعبيه".

واختتم حديثه: "هو أفضل مدرب أجنبي مرّ على جنوب إفريقيا على الإطلاق قدرته على استخدام اللاعبين الشباب كانت مذهلة والطريقة التي ودّع بها جنوب إفريقيا كانت مؤثرة جدًا، لدرجة أن الجماهير بكت يوم وداعه وقد ذرف دمعه عندما تحدث عن أورلاندو بايرتس بالنسبة لنا، هو أسطورة حقيقية".