جميع المباريات

إعلان

البحث عن خليفة موسيماني.. أسطورة دورتموند الذي حارب السرطان ويملك ما يحتاجه الأهلي

هيكو

هيكو هيرليش

يميل الأهلي تاريخياً إلى المدرسة الألمانية منذ الثورة التي صنعها أسطورته التدريبة الراحلة ديتريتش فايسا في نهاية الثمانينات والتي صنعت تغييراً تكتكياً شاملاً في مصر فضلاً عن براعته في انتقاء المواهب الشابة ليضع المهاجم المولود في ألمانيا الشرقية قبل توحيدها قدم مواطنيه في النادي الأحمر الذي تعاقبوا على تدريبه في التسعينات حتى نهاية الألفية.

ويبحث الأهلي عن مدرب لخلافة الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني الذي رحل بعد فسخ العقد بالتراضي ليرتبط بطل القرن الماضي بالعديد من المدربين من مدراس مختلفة وعلى رأسها الألمانية التي طرح منها مرتين اسم أسطورة بوروسيا دورتموند هيكو هيرليش.

وارتبط اسم هيرليش بالأهلي مرتين، الأولى عقب رحيل الأوروجوائي مارتن لاسارتي واعتذر بسبب عدم رغبته في الخروح من ألمانيا في هذا الوقت ، والثانية قبل عام وتم استطلاع رأيه في تدريب الفريق ولكن الأمور توقفت بسبب بقاء موسيماني .

هيكو هيرليش الذي يبلغ من العمر 50 عاماً يملك سيرة ذاتية رائعة كمهاجم فهو أصغر هداف للبوندسيلجا مع بوروسيا مونشنجلادباخ موسم 94-95 لينتقل في صفقة قياسية قيمتها 11 مليون مارك ألماني إلي بوروسيا دورتموند الذي حقق معه دوري أبطال أوروبا والدوري الألماني مرتين والسوبر الألماني والكأس ووصل ليكون لاعباً دولياً بالمانشافت.

ومر هيرليش بوقت عصيب في مسيرته الكروية وفي أوج تألقه عندما تعرض للإصابة بورم سرطاني في المخ غير قابل للتدخل الجراحي سرده في حوار مع موقع "دويتشه فيله" في لقاء بفبراير 2018 "تفكر في الكثير من الأشياء في الحياة التي تصبح فجأة غير مهمة عندما تحصل على تشخيص ورم في المخ ، زوجتك حامل في شهرها الثالث ، ولا تعرف ما إذا كنت سترى طفلك على الإطلاق، كل أحلامك ، وأفكارك ، وكل رغباتك المادية ، وكل الأشياء الصغيرة التي كنت تنزعج منها فجأة أصبحت غير مهمة تمامًا ".

هزم هيرليش السرطان بالعلاج الكيميائي وعقد مؤتمر في 14 مارس 2001 مقابلة نقلته صحيفة "بييلد " الألمانية تحت عنوان "نجم كرة القدم هيكو هيرليش هزم الورم .. أشكر الله على مساعدته" وتحدث خلاله اللاعب حول كيفية تعامله مع المرض قائلاً "كل الشكر إلى الله، الذي وضع هؤلاء الأشخاص بجانبي والذي منحني القوة خلال هذه الأيام. لقد اختباراً لقوتي وتحملي وإيماني".

تلاشي ورم هيرليش معه مستواه إلى أن اعتزل كرة القدم عام 2004 ولكن رحلة العلاج تركت أثرها على شخصية المدرب الذي يقول إن تجربته مع مرض قاتل منحته "الشجاعة" للتعامل مع المهام الصعبة الأخرى.

أنخرط المدرب في دراسات أكاديمية قبل أن يحصل على رخصة التدريب ويبدأ في العمل عام 2005 في صفوف الشباب بنادي بوروسيا دورتموند لمدة عامين ليتوجه بعدها لتدريب المنتخب الألماني للناشئين بدعم من مدربه السابق ماتياس زامر ، ليعمل عام مع الناشئين ثم صعد إلى فريق الشباب للمانشافت واستمر عام عام أيضاً.

جاءت الفرصة الأولى هيرليش لتولي القيادة الفنية لفريق ألماني عبر بوخوم الذي كان يصارع على الهبوط في البوندسليجا ثم تولي تدريب أونترهاخينج ولم ينجح معه ليعود إلى الناشئين مرىة أخرى ولكن عبر بوابة بايرن ميونيخ بتدريب فريق 17 عاماً بالتزامن مع تولي الهولندي إيرك تين هاج المدير الفني لمانشستر يوناتيد الحالي مسئولية تدريب فريق الشباب ووصول الإسباني بيب جوارديولا لقيادة الفريق الأول.

بعد عامين في صفوف الناشئين مع بايرن انتقل هيرليش للبداية الجديدة من دوري الدرجة الثالثة مع يان ريجنسبورج واستطاع أن يقود فريقه الجديد إلى دوري الدرجة الثانية ليخطو خطوة مختلفة في مشواره الكروي لتدريب بايرلفركزن خلفاً لروجير شميدت تبعها بالإنتقال إلى لتدريب نادي أوجسبورج الذي رحل عنه في أبريل قبل الماضي.

فلسفة هيرليش التدريبية دائماً كانت تعمل على أساس "روح الفريق " ، وقال المدرب في تصريح لموقع "البوندسليجا" فور توليه مسئولية تدريب بايرليفركوزن " أعتقد أن روح الفريق هي أساس عملنا وكل شيء آخر يبني على ذلك الأساس ، لقد زرعت هذا مع جميع الفرق التي دربتها حتى الآن ، يجب أن يعرف اللاعب أنه عليه بذل كل ما في وسعه للمساهمة في نجاح الفريق، عليك أن تستعبد غرورك وتفهم أن النادي أهم مني ومنك ، دائمًا ما يكون شعار النادي الموجود في مقدمة القميص أكثر أهمية من اسم اللاعب الموجود في الخلف".

زرع هذه الروح دائماً ما يقترن بقدرة المدرب على التعامل مع لاعبيه وهيرليش يملك أسلوباً أيضاً في جزئية إدارة الفريق تعلمها من استاذه أوتمار هيتسفيلد الذي عمله معه في دورتموند ليقول عنها لصحيفة ألمانيا الغربية "WZ" في حوار أكتوبر 2017 " كان من المهم دائمًا أن تكون لدي علاقة جيدة مع لاعبي فريقي ، سواء كان ذلك في دورتموند تحت 17 عامًا مع مارسيل شميلتسر أو في فريق تحت 17 عامًا لمنتخب ألمانيا مع توني كروس ، قائد الفريق في ذلك الوقت".

وفسر "التعامل مع اللاعبين مشابه لا فرق كبير بالنسبة لي سواء كنت مدربًا في بايرن تحت 17 عامًا أو في ريجنسبورج أو ليفركوزن، ليس من السهل الوصول إليهم لأن لديهم عالمهم الخاص ، ووكلاء يفكرون في أي صحيفة أو محطة تلفزيون أو صفقة ، ودوري أن أعلمهم بصدق دون تعجرف وأعطهم المسؤولية ، ستنجح عندما تعمل وتعلى باسم الفريق فوق اسمك هيتسفيلد علمني هذا لقد كان النموذج والأنسان ".

وواصل "هيتسفيلد ، كان بعيدًا ، لكنه يجعلك تشعر في كل وقت أنه في انتظارك، كان دائما حول نجاح الفريق ، عندما احتفلنا ، كان في أسفل المنصة، إذا شاهدت مقابلة معه لا تسمع صوته ، فأنت لا تعرف ما إذا كان قد فاز أو خسر لأنه يحترم الخصم والمحاور مهما كان ، أنا تعلمت من هذا ، الهدوء ، أحاول أن أعطي كل لاعب ليس في الفريق أو في الفريق الشعور بأنني أعرف موقفه وأني أفهمه أيضًا".

ويأتي وهيرليش إلى واحدة من أهم النقاط ويقول "يوب هاينكس كان يتحدث إلى حارس المرمى الثالث أكثر مما يتحدث إلى اللاعب العادي هنا يكمن المفتاح ، حتى لو كان من الواجب حفاظ المدرب على مسافة معينة مع اللاعب أنا دائماً بحاجة إلى علاقة مع الفريق".

فلسفة هيرليش تم وصفها بالمتحفظة وخاصة في المقارنة مع روجر شميدت صاحب الكرة الجذابة والإندفاع والضغط العالي ولكته يقول عن ذلك لموقع البوندسليجا "يمكنني بالطبع التماشي مع هذا النظام، نريد أن نقدم كل شيء حقًا لتحقيق النجاح وأن تسعد الجماهير بما نقدم ولكن في كثير من الأحيان الأمر يحتاج الصبر ، والتريتب".

وفسر هيرليش لـ "دويتشه فيله" هذه الفسلفة "هل يوجد شراب سحري يمكن أن أمنحه للاعبين لتغيير كل شيء في غضون أيام؟ ، يمكنك أن تأخذها خطوة بخطوة وتتحسن والتطور الإيجابي حتى لو كان صغيراً في كل خطوة يصنع تطوراً ملموساً وواضحاً بعد عدة خطوات، أنا تعرضت لمرض قاتل ولم أشفى بين يوم وليلة وتعلمت من هذا الصبر والسير بخطوات دون ملل".

موقع "footballwhispers" المهتم بتكتيكات كرة القدم قال إن هيرليش غير نظام شميدت الذى يعتمد على الضغط العالي وبناء الهجمات من الخلف إلي اللعب المباشر واستطاع أن يقدم أداءاً وأرقاماً متقاربة مع المرونة الخططية والتدوير في اللاعبين الذي اتبعه وتحسين الدفاع وخاصة في الكرات الثابتة حيث تلقى ليفركوزن ثلاثة أهداف فقط من ركلات ركنية في وجود هيرليش مقابل 12 في العام الأخير لشميدت.

وعلى الرغم من ذلك فقد واجه هيرليش الانتقادات دائماً، موقع "سبورت" الألماني وجه له السؤال حول تعامله مع الضغوط وهو ما رد عليه " لا أمنحهم الكثير من الاهتمام، كلما كان لديك أهداف ،سيكون هناك أشخاص من حولك يقولون:دعونا ننتظر حتى يسقط، لا يهمني كيف يتحدث الناس، أنا لدي أهداف وأعمل على تحقيقها وأتابعها إلى أقصى حد،وإذا سقطت ،أعود مرة أخرى، في النهاية إذا كانت النتائج غير جيدة ، فهناك انتقادات تلقائية، عليك أن تعرف ذلك عندما تقوم بالتوقيع كمدرب مع نادٍ، لذلك يمكنني التعامل معها بشكل جيد، نحن نسأل أنفسنا ونحلل أيضًا ما ينقصنا، لكننا لا نفعل ذلك في على الملأ".

وتبدو سيرة المدرب مناسبة للأهلي تماماً إذا وضع في الاعتبار مركزه كمهاجم والذي يعاني فيه النادي الأحمر من أداء المهاجمين وابتعادهم عن التهديف والمطالبة بالتعاقد مع مطوري أداء لسد هذه الثغرة ومع مهاجم مرموق كان هدافاً للدوري الألماني وعمل مع أكبر فرق شباب ناشئين في ألمانيا يكون التطوير لعبته حيث إن العمل في هذه المراحل السة يكون أساسه التطوير.

سن المدرب ومشواره في قطاعات بايرن موينيخ وبورسيا دورتموند للشباب والمنتخب الألماني يجهل منه الشخص المثالي لتطوير قطاع الكرة في أى ناد للخبرة التي يمتكلها في هذا المجال وربطها بالفريق الأول وهو الذي يتولاه حاليا التشيكي ميشيل بروكيتش ويمكن نقله للمدرب الألماني وتوفير يتقاضاه الأول.

ويعتمد المدرب على طريقة 4-2-3-1 ولكنه يغيرها أيضاً بصورة مستمرة أما على الصعيد الرقمي فقد لعب 355 طوال مشواره التدريبي ، فاز في 161 وتعادل في 76 وخسر 118 وسجلت الفرق التي دربها 635 هدف وقبلت 511 هدف .

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر أضغط هنا

إقرأ أيضا .. "مجنون كرة ويضع المبادىء فوق كل شىء".. لماذا اقتحم فيريرا قائمة المرشحين لتدريب الأهلي؟

إقرأ أيضاً.. "سبع وصايا علمية ".. اختيار المدربين بين "المكتب" وخبرة "الملعب"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن