تقرير..صلاح.. ملك فن تحطيم المستحيل

هناك في عوالم اخرى يؤمنون بأن المتسحيل يخشى السير في شوارعهم، يقتلون ذلك الشعور المحبط قبل أن يولد، يسعون ولا يجدون حرجا في الفشل مرة تلو الأخرى من أجل بلوغ الغاية في النهاية، على النقيض في ما يسمى بالعالم النامي لا يرهقون أنفسهم بالمحاولة أو المجازفة، والقلة التي تفكر في أن تحيد عن ذلك الطريق المرسوم لها تقابل بالنقد والسخرية، بعدها يعودون للسير وسط القطيع دون التفكير مجددا في المحاولة مرة أخرى.

 عاش العالم العربي سنوات من الظلام الكروي تخللها بعض المحاولات ، لكسر حالة الجمود التي كانت تخيم على الأجواء، حتى جاء محمد صلاح ليربك حسابات ما يسمونه في عالمه الذي نشأ به " المستحيل"، كسر الأرقام وتحقيق المعجزات بات حكرا عليه في ذلك العالم، وهناك في عالم المبدعين حفر لنفسه اسما بين أباطرة اللعبة، لم يعد لاعبا عاديا بعد الآن، لا تخلو جائزة من اسمه، الشوارع التي كان يدخل إليها العرب كمهاجرين باحثين عن بصيص أمل لإثبات بأحقيتهم فقط في الحياة تحولت في غضون شهور لجداريات تحمل صوره وعبارة " الملك صلاح".

خلال موسمه الأول مع ليفربول، استطاع صلاح رفع مستوى الطموح لجميع اللاعبين العرب، الذين اكفوا بالانجازات اللحظية، هو وحده استطاع الثبات على الطريق، خطوته الأولى كانت بمثابة رصاصة دفعته إلى أبعد مما كان يحلم سابقيه.

نافس صلاح على جائزة أفضل لاعب أفريقيا وفاز بها، وأيضا جائزة "BBC" ولم تبتعد عنه هي الأخرى، ليأكد للجميع أنه هنا من أجل حصد الألقاب، وليس فقط تسجيل الأهداف.

تتويج صلاح بعد موسمه الأول مع ليفربول بجائزة هداف الدوري الإنجليزي وأفضل لاعب في المسابقة الأفضل على مستوى العالم، جعله هو نفسه يؤمن بأنه لم يعد أقل كبار اللعبة، والذي ظل لسنوات يعتبرهم قدوته ويحلم بأن يجمعه بهم ملعب هناك في أوروبا، مع مرور الوقت أحاديثه أصبحت أكثر حكمه ليصدر للجميع بأنه هناك ليس فقط ليثبت بأحقيته بالتواجد ولكن بقدرته على الفوز بأي جائزة في المستقبل.

رغم خيبه المونديال، لا يزال اسمه حاضرا ويتردد بقوة هناك في عوالم تُقدر جيدا الموهوبين، ليجد متابعيه اسمه ينافس على الفوز بحائزة الأفضل في أوروبا، كسابقة تحدث لأول مرة للعرب والأفارقة في تلك البقعة التي غابوا عنها طوال السنوات الماضية،  لم يفز  صلاح بالجائزة حقا لكن يكفيه شرف التواجد بين الكبار، ليأكد أن المستقبل مشرق في ظل أدائه الجيد منذ انطلاق موسمه الثاني مع الريدز.

الأحلام معه لا تتوقف، فبعد خسارة جائزة أفضل لاعب في أوروبا، دخل محمد صلاح الدولي المصري المحترف بصفوف ليفربول الإنجليزي "التاريخ" بتواجده في القائمة المختصرة لجائزة "The Best"، لأفضل لاعب في العالم 2017/2018. 

الجماهير ف كل أنحاء العالم، تابعت إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"  عن القائمة النهائية التي ضمت 3 لاعبين للمنافسة على جائزة أفضل لاعب في العالم 2017/2018، حيث تواجد بها صلاح لينافس الثنائي كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال ولاعب يوفنتوس الإيطالي الحالي وريال مدريد السابق، والكرواتي لوكا مودريتش لاعب ريال مدريد.

 للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك اضغط هنا