إعلان

من حذر أرتيتا إلى تحفظ جوارديولا.. التعادل يعكس صراعًا تكتيكيًا بين أرسنال وسيتي (تحليل)

11:03 ص 22/09/2025
أرتيتا وجوارديولا

جوارديولا وأرتيتا

هدف جابرييل مارتينيلي في الوقت بدل الضائع حمل كل ملامح اللحظة المفصلية في سباق اللقب، ورغم احتفال جماهير أرسنال بنقطة ثمينة اقتنصها فريقهم بشق الأنفس، فإن المستفيد الحقيقي في ملعب الإمارات كان البطل والمتصدر ليفربول.

وتعادل أرسنال مع نظيره مانشستر سيتي بنتيجة (1-1)، أمس الأحد، ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

في النهاية، لم يحقق لا أرسنال ولا مانشستر سيتي البداية المثالية، فقد جمع المدفعجية نقطة واحدة فقط من أصل ست في مواجهاتهم المباشرة مع منافسيهم.

أما مانشستر سيتي، فحصد سبع نقاط فقط من أول خمس مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أسوأ رصيد له منذ موسم 2006/07.

ومع ذلك، كان بإمكان الضيوف أن يحققوا نتيجة أفضل بكثير، فقد فاجأ بيب جوارديولا الجميع باللجوء إلى أسلوب شبيه بجوزيه مورينيو من خلال التراجع الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة كلما سنحت الفرصة، وقتل إيقاع المباراة بإبطائه.

وكاد الأمر أن ينجح إلى أن رفع مارتينيلي الكرة فوق جيانلويجي دوناروما، لتُعاد كتابة القصة بالكامل؛ من حذر ميكيل أرتيتا في البداية إلى قرار جوارديولا بالتحول إلى دفاعٍ مبالغ فيه في آخر 20 دقيقة.

وسلط الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي الضوء على أبرز النقاط التكتيكية خلال تعادل أرسنال مع مانشستر سيتي في بريميرليج.

تجنّب الهزيمة لحظة فارقة بالنسبة لأرسنال

لم يكن بوسع أرسنال أن يتحمّل خسارة هذه المباراة، خاصة بعد سقوطه بالفعل 1-0 أمام ليفربول في أنفيلد هذا الموسم.

ولهذا السبب، فإن ميكيل أرتيتا، في هذه المرحلة المبكرة من الموسم، سيكون راضيًا عن الخروج بنقطة، ولن يولي الكثير من الاهتمام لجدول ترتيب الدوري الإنجليزي.

لكن من الصعب أن يتحلى المشجعون بنفس الانضباط، فليفربول يملك سجلًا مثاليًا بالعلامة الكاملة، متقدمًا بخمس نقاط عن أبرز منافسيه، ومع تعثر تشيلسي هذا الأسبوع أيضًا، فإن فرص فريق آرني سلوت في الحفاظ على لقبه قد ازدادت.

أما مانشستر سيتي، فكان قريبًا جدًا من إنهاء أسبوع مثالي بثلاثة انتصارات متتالية وشباك نظيفة، وهو رقم كان سيمنح الفريق دفعة قوية وثقة كبيرة قبل التحديات المقبلة، لكن الواقع أن رصيد الفريق البالغ انتصارين فقط من خمس مباريات في الدوري هو أسوأ بداية له منذ 20 عامًا.

وفي المقابل، لم يحصد أرسنال سوى نقطة واحدة من أصل ست ممكنة أمام منافسيه المباشرين، وهو ما يوحي بأن التقدم الموعود لم يتحقق بعد.

مع ذلك، فإن الأهداف المتأخرة غالبًا ما تُشعر اللاعبين وكأنها انتصارات، وأرسنال الذي يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب، يمكنه النظر إلى الأمام بثقة، الصورة كانت ستكون أكثر قتامة بكثير لو خسر الفريق.

جوارديولا يستحضر نسخة مورينيو بداخله

ربما لاحظ جوارديولا مدى صعوبة أرسنال في اختراق التكتلات الدفاعية المنخفضة، أو ربما كان يخشى تكرار هزيمة الموسم الماضي الثقيلة 5-1 في ملعب الإمارات، وربما قرر ببساطة أن يأخذ بنصيحة جماهير أرسنال بعد صافرة نهاية مباراة أبريل الماضي: "كن متواضعًا".

أو على الجانب الآخر، ربما شعر جوارديولا أن فريقه لم يستطع التعامل مع الضغط الزمني وضيق الفترة الفاصلة بين مواجهة الخميس أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا وهذه المباراة.

وقال المدرب الكتالوني عبر سكاي سبورتس: "لقد كان أرسنال أفضل وكنا مرهقين بشدة، نحاول ألا نلعب بهذه الطريقة، لكن عندما يكون الخصم أفضل وندافع بعمق، نعتمد على المرتدات، لا نحاول أن نلعب هكذا، لكنه ما حدث".

كان مانشستر سيتي دفاعيًا في هذه المباراة أكثر من أي وقت مضى في تاريخ مسيرته التدريبية تقريبًا، حيث تمركز في كتلة منخفضة، واعتمد على انطلاقات إيرلينج هالاند وجيريمي دوكو، بل وتحول إلى الدفاع بخمسة لاعبين في آخر 20 دقيقة.

لقد كان ذلك مورينيو خالصًا، وهو ما عكسته الإحصائيات وكذلك الشكل التكتيكي للفريق على أرض الملعب، وكما توضحه الرسوم البيانية، فإن هزيمة الموسم الماضي 5-1 أمام أرسنال شهدت سيتي أكثر جرأة وهجومًا، في تناقض صارخ مع الشكل الدفاعي العميق الذي ظهر به يوم الأحد.

Man City average positions v Arsenal A 202425

Man City average positions v Arsenal  202526

استحوذ مانشستر سيتي على الكرة بنسبة 32% فقط، وهو أقل معدل استحواذ لأي فريق تحت قيادة جوارديولا عبر 601 مباراة في الدوريات الكبرى، ولمس لاعبوه الكرة داخل منطقة جزاء الخصم ثماني مرات فقط، وهو أقل رقم لهم في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال حقبة المدرب الإسباني (327 مباراة).

وسيكون جوارديولا محبطًا لأن النظام الذي كان يعمل بشكل جيد طوال اللقاء تم التخلي عنه فجأة في الدقائق الأخيرة من المباراة.

فقط مرة واحدة قرر سيتي الضغط عاليًا بدلًا من التراجع، وكانت تلك اللحظة التي رفع فيها إيبريتشي إيزي الكرة خلف الدفاع ليسجل مارتينيلي الهدف.

إنه يتطلب طاقة ذهنية هائلة للبقاء في وضع دفاعي، وللاستمرار في التحلي بالتواضع حتى صافرة النهاية، لو أن سيتي تراجع خمسة أمتار إضافية فقط، لكان ضمن فوزًا ثمينًا.

بدلاء أرتيتا يخطفون نقطة وإيزي يثبت أنه قادر على تعويض أوديجارد

قد يتعرض أرتيتا لانتقادات بسبب عدم الدفع بتشكيلة أكثر هجومية منذ البداية، خاصة بعد تحفظه المبالغ فيه خلال الخسارة 1-0 أمام ليفربول في أنفيلد.

لكن مدرب أرسنال كان محقًا في الحذر من أسلوب مانشستر سيتي المباشر الجديد، وبالتالي كان قراره صائبًا بالاعتماد على ثلاثي وسط أكثر صلابة.

والأهم أنه تفاعل بسرعة نسبيًا بعد التأخر بهدف، واتخذ قرارًا جريئًا بإشراك إيزي بدلًا من ميكيل ميرينو بين الشوطين.

وكانت صناعة إيزي الرائعة إلى جانب لمسة مارتينيلي الحاسمة، أفضل دليل حتى الآن على أن دكة بدلاء أرسنال الأعمق هذا الموسم قد تمنحه دفعة إضافية في سباق اللقب.

في الموسم الماضي، لم يكن لدى أرسنال أي لاعب قادر على تعويض إبداع مارتن أوديجارد، لكن من غير المرجح أن الفريق كان قادرًا على اختراق منظومة سيتي الدفاعية 5-4-1 في موسم 2024/25، في حين أنه الآن يملك المواهب القادرة على الدخول وصناعة الفارق.

Eze pass map v Man City

يبقى السؤال ما إذا كان ذلك سيكون كافيًا للحاق بليفربول الذي ضمت دكته أمام إيفرتون يوم السبت أسماء مثل ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز.

فوسط كل الدراما والضجيج، الحقيقة أن أرسنال ومانشستر سيتي أضاعا نقاطًا ثمينة، وتراجعا خطوة جديدة خلف البطل والمتصدر.

إعلان

أخبار الميركاتو

المزيد

استطلاع يلاكورة

ما توقعك لنتيجة مباراة أهلي جدة وبيراميدز؟

أخبار تهمك

إعلان

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg