جميع المباريات

إعلان

نقّاد القطعة!

محمد الشيخ

محمد الشيخ

نظام "القطعة" يعرفه جيداً العاملون في الصحافة المحلية، وهو نظام يتعلق بطريقة صرف الرواتب للعاملين فيها بنظام التعاون الجزئي، وليس التفرغ الكلي، ولذلك يتم التفريق بين الصحفي المتعاون، والصحفي المتفرغ بجملة أمور من بينها نظام صرف الرواتب، ففيما يتقاضى المتفرغون رواتبهم ثابتة رأس كل شهر، يتقاضى المتعاونون رواتبهم بنظام القطعة المبني على نوعية إنتاجهم وكميته.

هنا لا أتحدث عن نقادنا الرياضيين من حيث رواتبهم؛ وإنما من حيث تعاطيهم مع الأحداث من حولهم؛ إذ في الوقت الذي نجد فيه نقاداً ينطلقون في أطروحاتهم من رؤية بانورامية للأحداث تقوم على تفكيكها، وتحليلها، ومقاربتها؛ للوصول بها إلى نتيجة ناضجة. نجد آخرين يتعاطون معها بصورة لحظية مجردة من كل أدوات التحليل، ولذلك تأتي النتيجة لديهم في غالبها سطحية؛ إذ تبنى على رؤية انطباعية تأثرية، تلامس قشور الحدث دون أن تلج في أعماقه، وهؤلاء هم المعنيون بوصفي في العنوان.

لن أذهب بعيداً، وسأقف على آخر ما أفرزته الساحة النقدية بعد فوز الهلال على الشباب بثلاثة أهداف نظيفة، فعلى إثر هذه النتيجة تحول مدرب الهلال الفرنسي كمبواريه إلى عبقري استطاع أن يطيح بنظيره البلجيكي مدرب الشباب برودوم بدقة قراءته للمباراة، وحسن توظيفه للاعبين، وهو الذي كان حتى ما قبل أيام يوصف بكل عبارات التشنيع؛ خصوصاً بعد أن عاد الفريق خاسراً من أولسان الكوري في رحلته الآسيوية، في الوقت الذي فتحت نيران الانتقادات العشواء في وجه المدرب البلجيكي الذي كان حتى بداية الموسم الجاري العبقري الذي ضل مسؤول المنتخب السعودي الطريق إليه.

مثل هذا النقد تماماً وجدناه مؤخراً بمجرد أن أحدث الأمير نواف بن فيصل التغييرات في كراسي الصف الأول لقيادات رعاية الشباب؛ إذ اعتبر "نقاد القطعة" القرار فتحاً مبيناً؛ على الرغم أن الأمر لم يتجاوز في صورته العامة عملية ترقيات في سياق عمودي؛ فضلاً عن أن جُلّ المعينين لم يكن في عملهم السابق ما يمكن البناء عليه؛ حيث كانوا بعيدين عن المشهد الإعلامي، ولذلك فلا غرابة حين ينقلب هؤلاء النقاد على قناعاتهم بمجرد أن تأتي الأمور على غير ما توقعوه.

قبل ذلك خرج "نقاد القطعة" لاعتبار المستويات المتميزة، والنتائج الإيجابية التي حققها في أغسطس من العام الماضي منتخب (القروني) الشاب في مونديال كولومبيا بداية عهد جديد للكرة السعودية، وأنها دلالة واضحة على العمل الاستراتيجي الذي يقوم به المسحل، ومن ورائه الأمير نواف بن فيصل، حتى أن سقط "منتخب ريكارد" في تصفيات "مونديال البرازيل" بعد أقل من أربعة أشهر فكان رأس اتحاد الكرة برمته المطلب الرئيس!

حتى قرار استقالة الأمير نواف بن فيصل ومعه أعضاء اتحاد الكرة في أعقاب السقوط في التصفيات المونديالية وصفه بعض "كتاب القطعة" على أنه قرار جريء، بل تاريخي، وأنه بداية رحلة التصحيح دون النظر في حيثيات القرار، وتفاصيله وأبعاده، وما كاد أحمد عيد وفريقه يستوون على كراسيهم حتى انقسموا حولهم، إذ راحوا ينظرون للاتحاد المؤقت من زاوية غير زاوية النقد، وإنما من زوايا الميول، والمصالح، والتبعية.

ليس غريباً مثل هذا النقد الانقلابي، ولا نقاد القطعة حديثو وجود على ساحتنا الإعلامية؛ لكن الغريب أن أمثال هؤلاء لا زال لهم حضورهم واعتباريتهم، على الرغم من أن الأحداث ما فتأت تعريهم وتسقط عنهم يوماً بعد آخر أوراق التوت التي ظلت تغطي نقدهم الفاضح!

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار الميركاتو

المزيد

استطلاع يلاكورة

ما توقعاتك لنتيجة مباراة الزمالك والمقاولون في الدوري؟

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg