جميع المباريات

إعلان

زاوية عكسية .. البدرى " أنا مش عارفني " .. وغيابات الترجي وهم كبير

البدري

البدرى بعد وقبل

كتب – محمد يسري مرشد:

زاوية عكسية هى نوع من التحليل للمباريات والأحداث الرياضية من منظور مختلف وزاوية مواجهة للأراء والتحليلات المشابهة.

وزاويتنا اليوم ستكون من مباراة الأهلى والترجي بإياب نهائى دورى أبطال إفريقيا.

فلاش باك

أذكر جيداً كم مرة انتقدت فيها حسام البدرى المدير الفني للأهلي فى ولايته الأولي ، وطالبت برحيله وأعترضت على عودته .

ومع تولي البدرى مسئولية تدريب الأهلى كانت المفاجأة التى لم أتوقعها مطلقاً ، "بدرى جديد" بفكر جديد جعلني أشعر أن الذى يدرب الأهلى الأن هو مدرب أوروبي بنكهة جنونية قادمة من أمريكا الجنوبية.

وذكرتنى هذه المفاجأة بما فعلته المغنية الأسكتلندية سوزان بويل - التى سطع اسمها ببرنامج اكتشاف المواهب الموسيقية في بريطانيا "إكس فاكتور" - بلجنة الحكم والجمهور ، فمفاجأة البدرى لن تكون أقل بل جاءت على طريقة أغنية الفنان الشعبي عبد الباسط حمودة " أنا مش عارفني".

وأجبرتنى جرأة البدرى وأسلوبه الجديد على تكرار مقولة " بدرى 2010 غير بدري 2012 " فى أكثر من موضع وأظن أننى مجبر على ترديدها الأن .

فبعد مباراة البدرى الأولى مع الاهلي أمام مازيمبي فى أولى مباريات الفريق الأحمر بدور المجموعات  قلت بالحرف فى تحليل حمل عنوان " أجنحة البدرى تطير بالأهلى "

" البدرى المعدل :  تعامل حسام البدرى مع المباراة أثبت أن البدرى 2012 يختلف عن البدرى 2010  فربما تجارب مدافع الأهلى السابق فى المريخ السودانى وإنبى ومن قبلهما الأهلي أفادته بشكل كبير علاوة علي نوعية اللاعبين التى يمتلكها الأن فى الفريق الأحمر" .

وكررت الأمر نفسه فى ثاني مباريات الأهلى أمام الزمالك فى المقال الذى حمل عنوان (زاوية عكسية .. سمير الأفضل فى القمة وبقاء تريكة يكشف خطا تغيير العميد) وقلت " البدرى فاز بالمباراة وغامر بالتغييرات وحقق ما أراد فى النهاية وهو بالتأكيد نسخة معدلة من بدرى  2010 فهو أكثر هدوءاً مغامراً يلعب من أجل الفوز ويحسب له ترك أبوتريكة فى الملعب رغم عدم ظهور الأخير كثيراُ فى المباراة كما يحسب له تغيير عبد الله السعيد صاحب تمريرة الهدف الرائعة".

وأثبت البدرى بتشكيله وطريقته وتغيراته بمباراة نهائي إفريقيا أنه مدرب مغامر وهجومي ولا أعلم ماذا تعرض له البدرى فى السودان ليغيره بهذه الطريقة ، فالأهلى فى تونس يلاعب الترجي البطل ويسحب وليد سليمان ويدفع بدومينيك بينما البدرى 2010 متعادل مع الشرطة سلبيا ويدفع بعبد الله فاروق بدلاً من شهاب فى نهاية الشوط الثاني.

ولا أجد غير تبرير واحد لبدرى 2012 وهو ما قاله وائل جمعة فى هذا الفيديو:

قبل مباراة الذهاب

- فرص الأهلى فى التسجيل قد تكون أكثر فى مباراة العودة

- الترجي يعانى من ثغرة فى عمق الدفاع

- الترجي عندما يتأخر أولاً .. لا يعود

نقاط حملها التقريرالفني قبل مباراة الذهاب والذى حمل عنوان "تحليل .. إيقاف خطورة المساكنى وأفول = الأهلى بطل إفريقيا "  وكلها تحققت فالأهلى صنع فرص فى رادس أكثر من مباراة الذهاب والثغرة الدفاعية وضحت فى قلب دفاع الترجي وفريق باب سويقة عندما تأخر فى مباراة العودة خسرها.

المغامر

كان البدرى فى الموعد وعلى ثقة كبيرة فى امكاناته وإيمان كامل بقدرات فريقه وقدرات الفريق المنافس ولم يعبأ بالمطالبة بتغيير طريقة اللاعب وهاجم بكل قوة وحصل على ما يريد فى النهاية بتفوق كاسح فى أبرز مباراة للأهلى بالنهائيات.

البدرى لعب بطريقة 4-2-2-2 لأول مرة كما صرح هو عقب المباراة ، بوجود جدو والسيد حمدي معاً فى الهجوم ووليد سليمان وعبد الله السعيد كلاعبي وسط متحركين وحسام غالى صاحب الواجبات الهجومية وحسام عاشور الثابت كثنائى ارتكاز.

التمرير على " الأرض " فى مساحات ضيقة ومن لمسة واحد جملة ورؤية فنية أفقدت المنافس ثقته فى نفسه ومنحت الأهلى تفوقاً ميدانياً وصدرت للمنافس وجماهير رهبة وخوف افادا الفريق الاحمر فى المباراة.

تغييرات البدرى كانت موفقة واختياره للتشكيل الاساسي كان موفقاً ويحسب له إعادة السيد حمدي إلى الأهلى ومنحه الثقة بعد ان كان الأخير قاب قوسين أو أدنى من الرحيل.

الجرأة الهجومية التى طغت على تغيرات البدرى هى فى محلها وكشفت عن قدرة ورؤية فنية رائعة.

أكذوبة غيابات الترجي

علق نبيل معلول المدير الفنى للترجي ظهور فريقه بهذا الصورة على الغيابات التى اقتصرت على أفول والدربالي فقط من بين الأساسين.

ويبدو أن معلول اراد أن يخلي مسئوليته من الفشل فى إدارة مباراتى النهائى ، ففى مباراة الذهاب أنقذه الحظ ومعز بن شريفية من الهزيمة  أما مباراة العودة فكان القدر رحيماً به وخسر بثنائية فقط.

وللرد على معلول فالترجي كان ينقصه فى مباراة الذهاب المساكنى فقط وشن الأهلى أكثر من هجمة كان أخطرها كرة لأبو تريكة فى الشوط الثانى بعد اختراق وليد سليمان لجبهة سامح الدربالي إلا أن بن شريفية انقذها بقدمه بالإضافة إلى نسخة كربونية من هدف جدو أهدرها أبو تريكة فى الشوط الأول.

فرصتي أبو تريكة فى مباراة الذهاب

هدف جدو فى مباراة العودة

البدرى أيضاً أعتمد فى مباراة الذهاب على الإختراق من عمق دفاع الترجي بالإضافة إلى الأطراف ، وجاء هدف وليد سليمان بعد اختراق من منتصف الملعب ومراوغة محمد علي بن منصور وتكررت هذه اللعبة مع الترجي وبالتحديد فى مباراة أولمبي الشلف فى دورى المجموعات وهى نقطة فشل معلول فى معالجتها فى مباراة الإياب.

وتؤكد الفيديوهات السابقة أن معاناة الترجي من الخلل الدفاعي نقطة ضعف لا تتعلق بالغيابات بقدر ما تتعلق بأزمة قلبي الدفاع خاصة الهشرى الذى يتم مراوغته بكل سهولة.

 النهاية

تثبت كرة القدم دائماً أنها لعبة أهم عناصرها الدوافع الإرادية والإيمان بقدراتك وقدرتك على الفوز ، الأهلى فاز بالبطولة دون نشاط كروي ووسط رحيل مدير فنى وقدوم أخر وسط الموسم ولكنه فاز لأنه أراد أن يفوز.

لمناقشة الكاتب فى التحليل عبر فيس بوك يرجي الضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن