في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
في سبت ناري بمعني الكلمة كان علي الإختيار في أن أقوم بتحليل مباراة كما هي العادة وكنت محتارا في الإختيار بين أرسنال وليفربول وصراع مهم وثأر أهم وبين كلاسيكو ألمانيا والفارق 30 نقطة ومباراة ينتظرها المصريون بسبب صلاح فقط وكيف يدير مورينيو مبارياته دون تغيير وبين مباراة الأهلي التي كانت اهميتها في إدارتها وليس نتيجتها ولا أدائها وفي النهاية قررت أن أترك الأمر يمضي كما قضيته تماما.
أرسنال – ليفربول فينجر يلعب بكازورلا بجوار كوكلين ورغم إبداع ذلك هجوميا إلا أنه خطرا دفاعيا خاصة عندما يواجه فريق يلعب بثلاثي خلفي ثابت ويوفر طاقات لاعب مثل ستيرلنج في الهجوم المرتد ..فكرة فان جال مع هولندا في 2014 والتي حاول إستنساخها مع مانشستر دون جدوي بسبب عدم إمتلاك لاعب مثل روبن.
تغيير مركز هندرسون مع ماركوفيتش ..فكرة جيدة خاصة وأن قدرة هندرسون عالية في الإنطلاق بالكرة وسرعة ماركوفيتش أعلي من القائد القادم وذلك أمر ضروري للحاق بالنفاثة ستيرلنج وخاصة وأنت تملك علي الجانب الأخر كوتينيو ولا يوجد لديك رأس حربة حقيقي أو حتي وهمي.
المشكلة لم تكن في لعب ليفربول بثلاثي أو في أن أرسنال كان رائعا في التمرير الجميل ( دون جدوي حقيقية ) ..المشكلة أن طريقة لعب الأرسنال بالتمرير القصير كثيرا كانت مناسبة تماما لليفربول الذي يتراجع للخلف بكثافة وقتها تصبح التمريرات كأنها فاصل إستعراضي دون الوصول للمرمي.
التحركات الكثيرة بشكل عرضي للأسنال مع تراجع ليفربول يترك مساحات لعب هائلة للريدز وهنا تأتي خطورة الفريق وهنا يمكن التأثير دون وجود رأس حربة ولكن عقلية ألمانية فتحت باب التسجيل للأرسنال.
أوزيل قرر أن يمرر كرة طويلة لرامسي بسرعة قبل أن يعود مورينيو لقواعده تحرك ساخو لمراقبة رامسي وتراجع مورينيو لشغل مكان ساخو ولم يري بيليرين وهو يتسلم الكرة داخل منطقة الجزاء ..والنتيجة هدف من داخل منطقة الجزاء رغم وجود سبعة لاعبين من ليفربول ..يمكنك متابعة اللقاء بدون ضغوطات وبدون تكتيك بعد ذلك خاصة وأن المباراة إنتهت فعليا مع ضربة حرة لأوزيل.
بروسيا دورتموند – بايرن ميونيخ ربما هذا يوم اللعب بثلاثي خلفي ..بايرن يلعبها وهو يعاني من غيابات أطرافه الهجومية المؤثرة وهو ناقص لاعبا من إختراع جوارديولا علي مستوي الفردي ( ألابا ) بعد نجاح تجربة لام في الموسم الماضي.
كلوب يلعب أيضا بدون رأس حربة صريح يكرر خطأه أمام اليوفنتوس مع إستمرار غياب هندسته الفراغية التي شغلت العالم قبل عامين أمام جوسيب الذي لم ينسي خطأه أمام الريال في الموسم الماضي وبات أكثر مرونة في اللعب بأساليب مختلفة مع خطط متغيرة وهو الخطأ الذي وقع فيه وقت قيادته لبرشلونة في أخر مواسمه في تغيير الخطة واللعب بنفس الأسلوب ولكنه الأن في مستوي أخر.
تفسير العبارة السابقة يتلخص في صراخه في لاعبيه بعد مباراة فرايبورج عندما قال لهم .. التيكي تاكا لا معنى لها إنها هراء كامل الاحتفاظ بالكرة دون هدف هو تضييع لوقت إنها وسيلة لضرب الخصم في مقتل ليس أكثر ولكنها ليست هدفاً في حد ذاته من فضلكم انسوا تماماً هذا المصطلح انا لا أريد أي تيكي تاكا في فريقي إطلاقا.ً
العبارتان تكملان بعضهما.. بيب غير الخطة إلي ثلاثي دفاعي ومع عدم وجود أطراف هجومية تصعد بالكرة كان الحل في شابي ألونسو في تمرير طويل ( متقن ) لمولر أو أيا من ظهيري الجنب ( رافينها أو بيرنات ) ..المهم أن تجعل من الضغط العال لبروسيا نقطة ضعف في كشف دفاعاته بإستمرار.
الهدف ..هل تتخيل البايرن يعاني دفاعيا أمام فريق يلعب مرتدات قاتلة في دوري أبطال أوربا مثلما عاني في الموسم الماضي ؟ إنسي هذا ..أقصد هل تعرف أن جوارديولا بات لا يندفع لهوسه القديم بالسيطرة علي الكرة طوال الوقت والهجوم حتي وهو لا يحتاجه ( ما حدث في البرنابيو دفع ثمنه في ميونيخ ).
الإحترام ..ما قبل المباراة وما بعدها هو جزء من القصة جوارديولا رغم الفوز لم ينكر أن الأداء كان سيئا رغم كل غياباته المؤثرة ولم يتحدث عن أن اللاعبون عائدون من مباريات ودية وتصفيات قارية.
فيورنتينا صلاح أمام سامبدوريا قرر مونتيلا العودة إلي رباعي خلفي بعد عدة مباريات كان اللعب بثلاثي خيارا أول ويبدو أنه عرف أن ريتشاردز مع خواكين لا يجتمعان إلا في حالة تقهقر المنافس للخلف تماما ..وأن الأسباني الطائر يعرف الامان أكثر مع توموفيتش والذي يلعب كثالث في الدفاع.
قلت من قبل أن تواجد صلاح في العمق مفيد لصلاح وأن تواجد صلاح في الطرف مفيد لفيورنتينا ويبدو التصريح لوغاريتميا لولا أن هدفه بالأمس فسر ذلك.
صلاح يلعب حرا في العمق أو في الطرف بل أن مونتيلا يجعل جوميز متراجعا للجناح وقت الدفاع ويلعب صلاح كنقطة الإنطلاق الهجومية حتي لا يضغط الخصم فيورنتينا.
صلاح كان يفتقد في بداياته التحكم في الكرة خاصة في قلب الملعب بشكل عال وكانت قدرته الأكبر هي ضرب الخصم بالسرعة ..تواجد صلاح في عمق فيورنيتنا أحيانا أعطاه ( كورسا ) مكثفا في الوقوف علي الكرة ومن ثم إستغلال ميزته الكامنة في سرعة إنطلاق بخطوات قصيرة كنت معجزة في وقت روماريو.
الفيديو القادم يوضح أهم اللحظات التكتيكية التي حدثت في المباريات الثلاثة: مورينيو لعب مورينيو برأسي حربة لمدة 15 دقيقة أحرز فيهم هدف التقدم ثم ما لبث أن أخرج رأس حربة منهم وعاد للعب برأس حربة واحد بعد تسجيل الهدف الثاني فورا الطريف أن ستوك سيتي أضاع كرة في القائم بعد التغيير مباشرة.
إلي متي ستجعل جماهير تشيلسي تعاني 90دقيقة ..هل تتذكر متي حدث أخر إبداع فعله عبقري التدريب أمام أي منافس ؟
علم التدوير لم يكن مطلوبا من الأهلي أن يقدم أداء رائعا أمام الجيش الرواندي أو أن يبذل مجهودا كبيرا في اللقاء .. جاريدو قام بتغييراته الثلاثة قبل مضي ربع ساعة من الشوط الثاني ليس هذا فحسب بل كان تواجد ثنائي جديد ( هاني ورزق ) من بداية المباراة عنصرا مهما في عملية إراحة عناصر الفريق وهذه إدارة جيدة لعناصر أساسية وبديلة قبل مباراة الإسماعيلي القادمة.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك.. أضغط هنا