تعود بطولة دوري أبطال أوروبا إلى البرنابيو، وهذه المرة يدخلها أردا جولر ليس كشاب للمستقبل ولا كبديل وقت الحاجة، بل كركيزة أساسية في تشكيل ريال مدريد.
في عمر العشرين فقط، يستقبل اللاعب التركي البطولة بابتسامة مزيج بين الحماس والثأر: أخيرًا يشعر أن لحظته قد حانت، وأنه أصبح بطلًا في المسابقة التي لطالما حلم بخوضها.
دين قديم مع أوروبا
قصة أردا مع دوري الأبطال حتى الآن كانت أقرب إلى الصبر منها إلى التألق. ففي موسمه الأول تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، رفع ريال مدريد الكأس، لكن دون أن يلعب دقيقة واحدة. احتفل باللقب في "سيبيليس"، لكنه داخليًا شعر أن التتويج لم يكن ملكه حقًا.
الموسم الماضي شارك أخيرًا، لكن حضوره كان باهتًا. لعب سبع مباريات في دور المجموعات، بإجمالي 142 دقيقة فقط، دقائق متفرقة أمام شتوتغارت، ليل، دورتموند، ليفربول، أتالانتا، ريد بول سالزبورغ وبريست.
ومع بداية الأدوار الإقصائية ضد السيتي وأتلتيكو وآرسنال، اختفى اسمه تمامًا من حسابات المدرب. دوري أبطال للتعلّم في البداية، وللإحباط في النهاية.
ثقة تشابي ألونسو.. نقطة التحول
كل شيء تغير هذا الصيف مع وصول تشابي ألونسو إلى مقعد المدرب.
ألونسو لم ير في جولر مجرد موهبة جمالية، بل لاعبًا قادرًا على الربط بين الخطوط وصناعة الفارق بجوار مبابي. في كأس العالم للأندية، وضعه كصانع لعب متأخر، ومنذ ذلك الحين نشأت شراكة مذهلة مع النجم الفرنسي.
اليوم يبدأ أردا دوري الأبطال ليس فقط كلاعب أساسي، بل كأحد أهم مفاتيح الإبداع في الفريق.
"مع تشابي أشعر أنني مهم، أشعر بثقته"، كرر التركي في أكثر من مناسبة. ثقة تحولت إلى أرقام: هدفان في الدوري، وهدفان آخران ألغيا، وأداء يدمج بين الجمال والفاعلية بفضل قدمه اليسرى الساحرة.
ثنائية مبابي – جولر.. السلاح السري
في فالديبيباس يتحدث الجميع عن التناغم المفاجئ بين مبابي وجولر.
الفرنسي وجد في التركي زميلًا يمنحه التمريرات الحاسمة في التوقيت المثالي، فيما أصبح أردا اللاعب الذي يفكك التكتلات الدفاعية.
شراكة أدهشت حتى غرفة الملابس، أسبوعان من اللعب معًا وكأنهما اعتادا الأمر منذ سنوات.
فخر تركيا.. وواقع مدريد
في تركيا، يتابع كل تحرك لأردا باهتمام بالغ، يُنظر إليه كأكبر موهبة منذ عقود، بل كخليفة لأساطير مثل هاكان شوكور وأردا توران، مع فارق ارتداء القميص الأبيض الملكي. نجاحه في مدريد يُعتبر مسألة وطنية، ومصدر فخر لملايين الأتراك.
واليوم، ومع عودة الأبطال، يواجه أردا امتحانه الأكبر. لم يعد مجرد "موهبة جميلة" ولا "بديل فاخر"، بل يريد أن يكتب اسمه في ليالي البرنابيو الخالدة. البطولة الأوروبية هي مسرحه الأهم، وهذه المرة يشعر أنه جاهز.
بالثقة والدقائق والدور الأساسي الذي منحه له تشابي ألونسو، يدخل جولر هذه النسخة وهو متحمس وسعيد، وواعٍ تمامًا أنه يمتلك فرصة حقيقية ليُثبت أنه نجم العقد القادم لريال مدريد.