حواديت المونديال (1).. نجم اليونان الذي رفض مدربه تركه لمصر

فاكس رسمي يصل نادي باوك سالونيك اليوناني من قٍبل اتحاد الكرة المصري في مايو 1990 يُطالبه بالسماح للاعبه مجدي طلبة، البالغ من العمر 26 تقريباً بالسفر إلى القاهرة للمشاركة في مباراة كولومبيا تمهيداً لضمه في كأس العالم.. هذا ماحدث مع نجم منتخب مصر والزمالك والأهلي السابق.

أيام قليلة تفصلنا عن مشاركة المنتخب الوطني في مونديال روسيا بعد غياب 28 عاماً، لذا سننشر 10 حلقات على مدار الـ 10 أيام المقبلة على موقع يلا كورة تشمل "حواديت" لمصر في كأس العالم 90 على لسان أبطالها في سلسلة حلقات تحمل اسم "حواديت المونديال".

"لماذا لا يضمك منتخب بلادك؟"، سؤال لم يجد مجدي طلبة رداً له على مدربه بنادي باوك سالونيكي اليوناني، لكنه لم يكن يتوقع أن فاكساً من اتحاد الكرة المصري سيحمل الجواب فتتغير الأمور 360 درجة.

لاعب خط الوسط رحل إلى صفوف النادي اليوناني في الانتقالات الشتوية لموسم 1989 قادما من الزمالك، واستطاع حجز مكاناً في التشكيلة الأساسية وبات أحد نجومه حتى أن بعض المسؤولين عن الكرة في اليونان وكذلك الرياضيين ووسائل الإعلام طالبوه بتمثيل المنتخب اليوناني لكنه تمسك بجنسيته المصرية.

ولم تكن مهمة إقناع مدربه للسفر إلى القاهرة للحاق بمعسكر المنتخب بالسهلة: "كان لدينا مباراة هامة أمام فريق أثينا وأخبرت المدرب أن السفر إلى القاهرة لن يؤثر عليَّ خاصة إنني سألعب شوطاً واحداً والمسافة بين مصر واليونان ليست طويلة لذا لن اتعرض للإرهاق" لكن رد المدرب جاء صارماً: "كانوا لايضمونك من قبل.. لماذا تذهب لمساعدتهم؟"، لكنه حصل على موافقته في النهاية "كنت أشدد على رغبتي في التواجد مع منتخب بلادي".

وربما كان لمكالمة الجوهري له تأثيراً قوياً في تمسكه بالتواجد مع المنتخب:"تحدث معي عقب مخاطبة اتحاد الكرة لنادي باوك، وأخبرني أنه يريدني وخيرني اللعب في أي شوط، فأخبرته بجاهزيتي للمشاركة في أي وقت.. كان لطيف جداً في تعامله ولكن علاقته كانت أقوى بأولاده اللاعبين الذين يتواجدون معه منذ البداية هذا ما شعرت به فيما بعد ولكنه كان يعاملنا جميعاً معاملة رائعة".

وبالفعل شارك مجدي طلبة في مباراة مصر أمام كولومبيا الودية التي أُقيمت في الـ 25 من شهر مايو عام 1990 ليُعلن بعدها الجوهري قائمته لكأس العالم وبها محترفنا المصري في الدوري اليوناني، لتفاصيل أكثر عن المباراة ونتيجتها.. اضغط هنا

وتواجد طلبة بالتشكيل الذي خاض مباريات كأس العالم:"أنت في بطولة كبيرة وتمثل بلدك فياله من شرف وسعادة كبيرة ولكنني بالطبع حزنت لعدم تأهلنا للدور التالي ولكننا ظهرنا بشكل مميز ".

ورغم الظهور بشكل مميز إلا أن هناك من الذكريات غير الجيدة له بإيطاليا:"حزنت لإهداري فرصة في مباراتنا أمام منتخب هولندا"، موجهاً نصيحة للجيل الحالي المُشارك في بطولة كأس العالم بروسيا:"لابد أن تركزوا على الجماعية في الملعب وليس الظهور بصورة فردية حتى تلفتوا أنظار الأندية أليكم.. ضعوا كل تركيزكم فقط على المباريات".

وخاضت مصر مباراتها الأولى بكأس العالم أمام هولندا في الثاني عشر من شهر يونيو 1990 حيث انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما وهي النتيجة التي تكررت أمام المنتخب الأيرلندي قبل أن يسقط المنتخب الوطني أمام انجلترا بهدف نظيف.

ولمجدي طلبة مواقف لا ينساها للراحل محمود الجوهري، المدير الفني لمنتخب 90:"جلس معي عقب مباراتنا أمام انجلترا في كأس العالم وأخبرني أنه كان يريد ضمي من فترة طويلة ولكن كان هناك مشاكل داخل الفريق وكان يريد أن يضمني في الوقت المناسب حتى لا أتأثر.. واحترمت ذلك كثيراً فلم يكن هناك أي شيء يُجبره على تفسير عدم ضمه لي".

ويُضيف طلبة أيضاً: "حينما جاء المنتخب المصري ليواجه نظيره اليوناني في أرض الأخير قال لي لا تُغادر اليونان فوجدتهم يحبونك بصورة كبيرة لا تغادرها إلا إذا جائك عرضاً بـ 4 أو 5 أضعاف ماتحصل عليه.. فلم يكن هناك مواقع تواصل وإعلام تسلط علينا الضوء كالآن".

وأتم نجم منتخب مصر في كأس عالم 1990 حديثه بالإشارة إلى أن فرصته التي أضاعها في تصفيات كأس عالم 1994 لم تكن كما يُشاع السبب في عدم تأهلهم:" بالطبع حزين لإضاعتها ولكن المباراة كانت مُسلط عليها الأضواء لإعادتها عقب واقعة (الطوبة) الشهيرة أمام زيمبابوي عام 1993 لذا الجميع ركز مع الفرصة ولكن حال فوزنا كنا سنتأهل لمجموعة تنقسم إلى دورين وليس كما يُشاع أننا كنا سنصعد ولكن بالطبع حزين لعدم تأهلنا لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي".