الإثنين 6 يونيو 2022
11:18 ص
كشفت مباراة غينيا بعضًا من ملامح أسلوب لعب إيهاب جلال، مدرب منتخب مصر، الذي سيعتمد عليه خلال ولايته، فيما أسفرت عن عدد من الدروس المستفادة.
وحقق منتخب مصر فوزًا عسيرًا على غينيا بهدف مساء أمس الأحد على ستاد القاهرة، في الجولة الافتتاحية من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2023، رغم الأداء الباهت.
وتعتبر مباراة غينيا هي الأولى لمنتخب مصر تحت قيادة المدرب الجديد إيهاب جلال، الذي تولى المهمة خلفًا للبرتغالي كارلوس كيروش، فيما يستعد فريق الفراعنة لخوض مباراة إثيوبيا يوم الخميس المقبل.
وفيما يلي يستعرض "يلا كورة" 5 استخلاصات ودروس مستفادة من مباراة مصر وغينيا:
تغييرات في أضيق الحدود
جاءت تغييرات إيهاب جلال على تشكيل أو أسلوب لعب منتخب مصر في أضيق الحدود، مقارنة بآخر مباريات الفريق تحت قيادة المدرب السابق كارلوس كيروش.
وصرح إيهاب جلال عبر وسائل الإعلام بعد توليه المهمة بأنه لا ينوي إجراء تعديلات كبيرة وجوهرية على تشكيل أو أسلوب المنتخب، على الأقل في المعسكر الأول، وهو ما نفذه في مباراة غينيا.
ولولا الإصابات التي ضربت صفوف منتخب مصر لدفع إيهاب جلال بالقوام الأساسي للفريق الذي اعتمد عليه كارلوس كيروش في السابق.
واستبعد إيهاب جلال محمد الشناوي من حراسة مرمى المنتخب لإصابته بفيروس كورونا، واعتمد على محمد أبوجبل، الذي لا يعد غريبًا على تشكيل الفراعنة، حيث سبق أن شارك تحت قيادة كيروش، كما استبعد جلال أحمد فتوح من مركز الظهير الأيسر بعد تعرضه لحادث ثم إصابته بكورونا، ودفع بأيمن أشرف بدلا منه، كذلك غاب أحمد حجازي بسبب الإصابة، فيما حافظ المدرب على وجود محمود حمدي "الونش".
واضطر إيهاب جلال لاستبعاد محمد النني بسبب الإصابة، ودفع بإمام عاشور، الذي سبق أن حصل على الثقة الدولية مع كيروش، فيما حافظ على تواجد ثنائي وسط الأهلي عمرو السولية وحمدي فتحي.
ولم يتردد إيهاب جلال في إشراك محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه على الجناحين، قبل أن تضرب الإصابة نجم أستون فيلا خلال عمليات الإحماء، ليدفع بأحمد سيد "زيزو".
وربما كان تغيير إيهاب جلال الوحيد على التشكيل الأساسي لمنتخب مصر هو الاعتماد على عمر مرموش كمهاجم وهمي، بدلا من مصطفى محمد، الذي اعتاد على الظهور في مركز المهاجم الصريح مع كيروش.
وحافظ إيهاب جلال على طريقة اللعب على الورق بالاعتماد على 4-3-3، التي اتبعها كيروش، مع اختلاف الأدوار والمهام داخل الملعب.
إيهاب جلال لا يثق في مصطفى محمد
يبدو أن إيهاب جلال لا يثق في قدرات مصطفى محمد الهجومية، رغم أن لاعب جالطة سراي هو من حقق له الانتصار في أول مبارياته مع الفراعنة بعدما أحرز الهدف الوحيد.
فرغم أن القائمة تضم مهاجمين هما مصطفى محمد وأحمد عاطف، لجأ إيهاب جلال لعمر مرموش، الذي يلعب على الطرف.
وبالنظر إلى قلة الخبرة الدولية لأحمد عاطف، الذي انضم للقائمة لأول مرة، توقع كثيرون اعتماد إيهاب جلال على قدرات مصطفى محمد، لكن المدرب الجديد خالف التوقعات وقرر البدء بمهاجم وهمي.
واضطر جلال لإشراك مصطفى محمد بعد مرور نحو ربع ساعة على بداية الشوط الثاني، مع استمرار العجز الهجومي للمنتخب.
من جانبه، كسر مصطفى محمد صيامه التهديفي مع منتخب مصر، إذ أحرز أول أهدافه منذ أكتوبر 2011.
المشكلة مستمرة.. رقابة صلاح تعني شل حركة الفراعنة
خلال ولاية كيروش كانت أبرز مشكلات منتخب مصر هي قلة الحلول الفردية، واعتماده بشكل كبير على قدرات محمد صلاح، فيما يتوقف كل شيء عند تعطل "مو" بسبب الرقابة المحكمة من مدافعي المنافسين.
والآن وفي أول مباراة لإيهاب جلال، يبدو أن المنتخب لم يجد حلًا حتى الآن لهذه المشكلة، حيث ظهر منتخب مصر عاجزًا في الناحية الهجومية طوال المباراة، ولم تكن لديه أسلحة كافية لتهديد مرمى الضيوف، إلا في مرات نادرة.
وسيكون أبرز تحدي لإيهاب جلال خلال الفترة المقبلة هو إيجاد حلول هجومية أخرى بخلاف محمد صلاح، الذي قد يغيب مثلا عن مباراة إثيوبيا بسبب إصابته بشد في العضلة الخلفية.
توابع صدمة المونديال تطارد المنتخب
لم يتخلص منتخب مصر من آثار صدمة الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2022، ما ظهر بوضوح في مدرجات مباراة غينيا.
ورغم السماح بتواجد 40 ألف مشجع في ستاد القاهرة، ظهرت المدرجات شبه خاوية، في رسالة من الجماهير بأنهم لم ينسوا خيبة عدم بلوغ مونديال قطر.
ولا يستطيع أحد إنكار أن غياب الجماهير بالكثافة المعتادة في مباريات مصر أثر بشكل واضح على أداء لاعبي الفراعنة خلال مباراة غينيا.
التأهل لأمم أفريقيا لن يكون سهلا
بعد الأداء القوي الذي أظهره منتخب غينيا والمعاناة التي وجدها منتخب مصر، يمكن القول إن المنتخب صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا سيجد صعوبة في حجز مقعده بالنسخة المقبلة المقرر إقامتها في كوت ديفوار.
صحيح أن الفوز في مباراة غينيا سيعطي دفعة كبيرة لمنتخب مصر، إلا أن مباراة الفراعنة خارج الديار أمام نفس المنافس في الجولة قبل الأخيرة مارس المقبل ستكون صعبة جدا.
كما لا يمكن الاستهانة بمنتخبي إثيوبيا ومالاوي، خصوصا في المباريات التي سيخوضها الفريق خارج ملعبه، حيث صعوبات الأرض والطقس والضغوط الجماهيرية.
لذلك فإن طريق منتخب مصر نحو التأهل إلى النهائيات لن يكون مفروشًا بالورود.