أرجع عبد الرحمن عيسى المعد البدني السابق للنادي الأهلي في جهاز عماد النحاس، إلى أن سبب الإصابات المتكررة التي يتعرض لها أشرف داري مدافع الفريق، إلى خلل في ميكانيزم الجسد.
وعانى أشرف داري من الإصابات مع الأهلي، إذ غاب اللاعب المغربي عن صفوف الفريق منذ مباراة بيراميدز التي أقيمت في نهاية أغسطس الماضي.
وقال عبد الرحمن عيسى في تصريحات تلفزيونية عن سبب إصابات داري المتكررة: "الأمر له علاقة بطبيعة الجسم خاصة الحوض والضهر، السبب الرئيسي للإصابات له علاقة بالتدريب والتأهيل، واللاعب حماسي بشكل كبير وهو ما يزيد من خطورة تعرضه للإصابات".
ويستعرض لكم "يلا كورة"، معنى مصطلح "ميكانيزم الجسد" ومدى تأثيرة على إصابات الرياضيين.
ميكانيزم الجسد هو الاستخدام المتناسق والفعال للجسم لأداء الحركات والحفاظ على التوازن، أو إلى "الفسيولوجيا" وهي دراسة وظائف أعضاء الجسم وكيفية عملها.
بشكل عام، يشير المصطلح إلى الطريقة التي تعمل بها مكونات الجسم المختلفة (مثل العظام، العضلات، الأعصاب، الأجهزة الحيوية) معًا في انسجام لإنجاز وظائفه الحركية والحيوية.
ويستخدم هذا المصطلح في الرياضة أيضاً لدراسة حركة الرياضيين والقوى الداخلية والخارجية التي يولدها الجسم أو تؤثر عليه أثناء الأنشطة الرياضية.
ويساعد تطبيق البيوميكانيكا في الرياضة، الرياضيين على تحقيق مستويات أعلى من الأداء مع تقليل احتمالية الإصابات.
وتعرف الدكتورة بيث ويلكوكس وهي باحثة في الطب الرياضي في مركز الأداء والبحوث الرياضية التابع لـ Mass General Brigham، "البيوميكانيكا" على أنها مجال علمي يطبق قوانين الميكانيكا والفيزياء على حركة الكائنات الحية.
كما أن البيوميكانيكا الرياضية هي مجال أضيق نطاقًا يقدّم معلومات قيمة للرياضيين، والمدربين، ومتخصصي الطب الرياضي بهدف تحسين الأداء وتقليل خطر الإصابات.
وتتيح التقييمات البيوميكانيكية الآتي:
- تحديد أنماط الحركة غير الفعّالة.
- قياس القوى الدورانية عند المفاصل الفردية.
- كشف اختلالات العضلات.
- مراقبة الإرهاق.
- قياس تحسّن جودة حركة الرياضي أثناء إعادة التأهيل بعد الإصابات.
الديناميكيات (Kinetics) والحركيات (Kinematics) هما فرعان مهمان من فروع البيوميكانيكا.
الديناميكيات تدرس القوى التي تسبب الحركة، مثل قوة العضلات والجاذبية، أما الحركيات تقيس خصائص الحركة نفسها، مثل السرعة (Velocity) والتسارع (Acceleration).
وهناك ثلاث طرق رئيسية تُظهر فائدة البيوميكانيكا في الرياضة:
1- تحسين الأداء
دراسة حركة الرياضي تساعد على تحديد المناطق التي يمكن تحسين التقنية فيها، توليد قوة أكبر، حفظ الطاقة، وتحسين توقيت الحركات الخاصة بالرياضة.
2- الوقاية من الإصابات
تُساعد التقييمات البيوميكانيكية على الوقاية من الإصابات وتحسين بروتوكولات التعافي.
3- تحسين المعدات
تُستخدم البيوميكانيكا لفهم العلاقة بين الرياضي وبيئته ومعداته، حيث تُستخدم الاختبارات البيوميكانيكية في تصميم الأحذية الرياضية، الملابس، والمعدات الوقائية.
ويأخذ التحليل البيوميكانيكي في الرياضة أشكالًا متعددة، أحد أبسط هذه الأشكال هو قيام المدرب أو المختص الطبي بتقييم مشية العداء على جهاز المشي بالنظر المباشر، أما الأشكال الأكثر تقدمًا فتدمج التكنولوجيا المتقدمة للحصول على فهم أعمق لحركة الرياضي لا يمكن الوصول إليه باستخدام العين البشرية وحدها.
وتشمل تكنولوجيا البيوميكانيكا مجموعة واسعة من الأجهزة، منها:
- أنظمة التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد (3D Motion Capture Systems): أنظمة متعددة الكاميرات تقوم بتتبع وتسجيل الحركات ثلاثية الأبعاد للرياضيين بدقة عالية.
- الكاميرات عالية السرعة (High-Speed Cameras): كاميرات ذات معدلات إطارات مرتفعة جدًا تتيح تحليل الحركات على مستوى الجزء من الثانية أو الألف من الثانية.
- صفائح القوة (Force Plates): منصات مدمجة في الأرض لقياس القوة التي يمارسها الرياضي أثناء أداء أنشطة مختلفة مثل الوقوف، المشي، القفز، أو الركض.
- وحدات القياس العطالية (Inertial Measurement Units – IMUs): أجهزة قابلة للارتداء تحتوي على مستشعرات مثل مقياس التسارع والجيروسكوب لقياس الحركة.
- تخطيط العضلات الكهربائي (Electromyography – EMG): قياس النشاط الكهربائي للعضلات أثناء الأداء الرياضي.
ويمكن للمدربين استخدام مبادئ البيوميكانيكا في الرياضة من أجل تحليل أداء اللاعبين، تحديد التقنيات غير الفعّالة، مساعدة اللاعبين على الوقاية من الإصابات أو التعافي منها، وتطوير برامج تدريبية مخصصة تستهدف نقاط ضعف الرياضيين.