جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: كيف تتعامل مع الاسماك وانت تريد اللحوم؟.. كلوب يجيب أمام توتنهام

يورجن كلوب

كلوب

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

من الممتع أن تستمتع بمورينيو وكلوب وجوارديولا وغيرهم داخل أرض الملعب ولكن هناك نوع أخر من الاستمتاع عندما تجد مورينيو يتحدث.

(كلوب ذهب إلي مطعم ليطلب شرائح من اللحوم ولكنه لم يجد سوي أسماك) عبارة وردت علي لسان البرتغالي بعد تعادل ليفربول مع مان يونايتد ليوقف الأخير مسيرة الريدز المظفرة حتي اللحطة في البريمرليج.. هل تعرف سر هذا التصريح؟.

لو كنت متابعا جيدا فستجد أن هذا اللقاء ما هو إلا تكرارا للقاء الريدز مع مان يونايتد إبان تولي مورينيو تدريب الفريق في الموسم قبل الماضي، وستجد وقتها أن سولشاير المدير الفني لليونايتد حاول تقليد مورينيو في اللعب علي اخطاء المنافس والتحفظ بشكل دفاعي وهو ما كرره جوزيه مع ليفربول قبل رحيله.

هل سيظل كلوب يعاني امام الأسماك بحسب مورينيو؟ مباراة توتنهام ستجيب عن ذلك.

بوتشيتينو المدير الفني لتوتنهام لعب بشكل صريح دفاعيا 4-5-1.. الهدف المبكر الذي سجله هاري كين جعل الفريق يركز أكثر على ما هو مطلوب منه وصناعة (بلوكات) في مناطق معينة في الثلث الاخير.

منذ سنوات ومن خلال متابعة العديد من المدربين قلت بأن الـpositional play أصبح غير مجدي الأن أمام الفرق المتكتلة، التمرير للاعب يحتل مكان معين سيسهل رقابته وعمليات الترحيل للمدافعين في ازدياد وبالتالي فلا بد أن تتعامل مع الاسماك بـ(صنارة).

اتخيل كلوب وهو يجهز انصال سكاكينه الحادة المتمثلة في (فيرمينيو وماني وصلاح) لتسجيل الأهداف امام الفرق التي تحاول الدخول معه في معارك التحول وتبادل الهجوم اثناء المباراة، ولكن الفرق التي تتعامل كأنها أسماك وليست قطعة لحم تحتاج إلي (طعم) كي تبتلعه.

وبالمناسبة هذا ما فعله كلوب امام مورينيو نفسه في لقائهم الاخير قبل اقالة البرتغالي بعد خسارته بثلاثية مقابل هدف.
في الحقيقة كلوب استخدم الطعم امام يونايتد مورينيو ولكنه لم يكن جاهزا امام سولشاير، وعاد مرة اخرى امام توتنهام، في الحقيقة اتحدث عن (محمد صلاح).

صلاح لعب كرأس حربة صريح أمام يونايتد وبالتالي إبتلعت الأسماك الطعم وزادت من الرقابة عليه وكانت النتيجة تحرر كيتا وماني وشاكيري وتسجيل الأخير لهدف كان بمثابة سخرية الجميع بسبب رقابة الجميع لصلاح ونسيانهم للسويسري.

بوتشيتينو يعرف بأن وسط ليفربول ليس مصدرا للقلق ولكن القلق الحقيقي يتمثل في امرين، الاول عرضيات روبرتسون وارنولد بإعتبارهم الاكثر صناعة للاهداف في الموسم الماضي للريدز والثاني تبادل الكرات بين ثلاثي الهجوم ارضيا لذلك كان على سون وروز والي حماية تلك المنطقة دفاعيا امام صلاح وارنولد يمينا.

نفس الأمر لاورييه واريكسن وسيسوكو امام ماني وروبرتسون يسارا، اما العمق فكان يتمركز فيه الي ووينكس وسيسوكو وينضم إليهم هاري كين امام ثلاثي وسط (فينالدوم وفابينو وهندرسون)، كماشة في كل مكان.

الارجنتيني اعتمد بأن فكرة دخول صلاح إلي العمق وإرسال عرضيات له مع فيرمينيو وماني ستكون من نصيب دفاع توتنهام (سانشيز والدرفيلد) الاثنان يتفوقا في عنصر الطول بفارق شاسع عن صلاح وماني وحتي فيرمينيو مع عدم تحرر ثلاثي الوسط بالتقدم والمساندة.

لم يستطع اي لاعب من ليفربول تشكيل خطورة برأسه إلا فان دايك في احدي الضربات الحرة وسط سيل من الضربات الثابتة والركنيات في ظل اصرار كلوب على أن يتولى ارنولد تنفيذ الضربات بقدمه اليمني جهة اليمين.. أين المفر؟.

كلوب إستخدم صلاح كمرحلة أولى في إخراج روز من موقعه بتسلم الكرات كجناح خطوط مع تواجد ارنولد في عمق الوسط للأمان وتقدم هندرسون لداخل منطقة الجزاء وبالتالي تفكيك ثلاثي جبهة توتنهام (روز والي وسون) ثم محاولة تبادل الكرات مع فيرمينيو للتسديد من الخارج.

وقتها من المفترض أن يبقى روز في العمق وأن يتحول سون إلى ظهير ايسر ويتولي الي التمركز مع ارنولد ولكن ذلك لم يحدث، لذلك صنع صلاح فرصته الاولى في الشوط الاول.

الأمر لم يتوقف على صناعة الفرص ولكن على قدرة ليفربول على محاصرة توتنهام يمينا ويسارا، لقد كنت أشعر بقدرة الريدز على التسجيل في اي وقت، هكذا تحدث نفسك الأن.

روبرتسون صنع الجبهة الثانية المشابهة لصلاح، وتحرر ماني داخل ارض الملعب وذهب معه اورييه وبالتالي افتقد توتنهام ضلعي مربع الدفاع علي الاطراف، هل هذا كل شىء؟

تحركات هندرسون لمحاولة الاختراق بين (صلاح وارنولد)، دخل صلاح للعمق مع روز، ولعب ارنولد من بعيد كي يتواجد معه سون وبالتالي تظهر مساحة ملائمة يمكن من خلالها صناعة الخطورة.

او كما حدث في هدف التعادل بتمركز هندرسون خلف صلاح مع صناعة من فابينيو في تمريرة نظر فيها الجميع إلي دالي ألي ..لقد ابتلع الجميع الطعم.

من فريق يعاني في رميات التماس وتسببب عليه خطورة إلى جملة متكررة تصنع الخطورة من رمية تماس لصالحه، الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة في الفرق الكبيرة هي من تصنع الفارق.

اذا قمنا بالمقارنة بين رميات التماس والضربات الثابتة لليفربول بالامس ستجد ان الاولى إستطاعت تشكيل خطورة ثلاثة مرات في مقابل مرة وحيدة من ركلة ثابتة وفعليا لا يولي المدربين الكثير من الاهتمام في تلك الجزئية، طعم اخر يصطاد به كلوب الأسماك.

يظل إعادة تغيير مركزي هندرسون وفابينيو نقطة مفصلية كما اشرت في الموسم الماضي واثر ذلك هجوميا علي ليفربول الذي يعاني احيانا من غياب لاعب بقدرات مهارية في العمق ولكن لقطة فابينيو في الهدف الاول تؤكد ان الأمر متعلق بصناعة المساحة اولا والتمرير الجيد ثانيا.

اخيرا.. كلوب يعرف كيف يتعامل مع الأسماك ومورينيو تحدث قبل ذلك عن القروش في المحيط في دوري الابطال مع تشيلسي والتي التهمته في النهاية.

السؤال هنا.. متى سيصنع مورينيو صنارته ليصطاد الاسماك مجددا؟ ام إنه إكتفي بدور السمكة. 

لمتابعة الكاتب عبر فيس بوك.. اضغط هنا وعبر تويتر.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن