جميع المباريات

إعلان

هل يستطيع جريليش استعادة أفضل مستوياته مع إيفرتون؟ (تحليل)

جريليش

جريليش

في خطوة قد تغيّر مسار مسيرته الكروية، انتقل النجم الإنجليزي جاك جريليش إلى صفوف إيفرتون على سبيل الإعارة، باحثًا عن استعادة بريقه بعد فترة متقلبة مع مانشستر سيتي.

اللاعب الذي كان أحد أبرز مفاتيح تتويج السيتي بالثلاثية في موسم 2022/2023 يجد نفسه الآن أمام تحدٍ جديد، حيث يتطلع لإثبات قدرته على العودة إلى قمة مستواه والمساهمة في إعادة الفريق الأزرق إلى سكة الانتصارات.

ومع اقتراب جاك جريليش من عيد ميلاده الثلاثين الشهر المقبل، قد لا يكون من المبالغة القول إنه بحاجة لنجاح هذه الخطوة.

إعارته إلى إيفرتون منحت الجناح، وهو عنصر أساسي في فريق مانشستر سيتي الفائز بالثلاثية في موسم 2022/23، فرصة لإحياء مسيرته.

من الثلاثية إلى الإعارة.. رحلة جريليش من قمة السيتي إلى طموح إيفرتون

من القمة إلى السقوط

وبالنظر إلى مكانته قبل عامين فقط، حين كان في قمة عالم كرة القدم، فإن هذا يبدو وكأنه سقوط هائل، ولكن الانتقال من مانشستر سيتي بدا وكأنه أمر لا مفر منه منذ فترة ليست بالقصيرة، في الواقع، التراجع جاء منذ وقت طويل.

شارك جريليش لمدة 90 دقيقة في نهائي دوري أبطال أوروبا والفوز على إنتر ميلان في مايو 2023.

كما لعب 89 دقيقة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر يونايتد في الشهر نفسه، قبل أن يسحبه بيب جوارديولا ليدخل قلب دفاع إضافيًا لحسم اللحظات الأخيرة من الفوز 2-1.

كانت دقائق مشاركته في الدوري الإنجليزي تُدار للحفاظ على جاهزيته، لكنه كان لا يزال من بين اللاعبين الذين يقدرهم جوارديولا أكثر، كان يبدأ في أكبر المباريات ويؤدي دورًا حاسمًا في الكثير منها، ولكن جاءت الإصابات لتعطل انطلاقته في الموسم التالي، ولم يتعافَ مشواره مع السيتي بعدها حقًا.

رسمياً.. إيفرتون يتعاقد مع جريليش من مانشستر سيتي على سبيل الإعارة

بالتأكيد لم يستعد أفضل مستوياته بقميص السيتي، فقد لعب 1,004 دقائق فقط في الدوري الإنجليزي موسم 2023/2024، أي أقل من نصف الموسم السابق، وبدت فاعليته أقل فأقل حين يشارك، حيث شعر بـ"انكسار القلب" بعد فشله في الانضمام إلى قائمة منتخب إنجلترا لبطولة يورو 2024 في نهاية ذلك الموسم.

وفي عالم الرياضة الذي يزداد انضباطًا وتنميطًا، كان جريليش شخصية محبوبة وبسيطة، وكان عدد الراغبين في رؤيته يعود إلى أفضل مستوياته يتجاوز كثيرًا جماهير السيتي، ولكن لسوء الحظ، كان موسم 2024/2025 أقل نجاحًا حتى. فحتى مع معاناة السيتي على كل الجبهات، بالكاد حصل جريليش على فرصة للعب.

فعلى الرغم من وجوده في قائمة الفريق بنسبة 82% من الوقت، لعب فقط 30% من الدقائق المتاحة للسيتي، هدفه في الفوز 8-0 بكأس الاتحاد الإنجليزي على سالفورد سيتي في يناير كان أول أهدافه مع النادي منذ أكثر من عام، حيث كان مستوى أدائه بعيدًا تمامًا عما قدمه في موسم 2022/2023.

عدد دقائق لعب جريليش

Jack Grealish minutes played and availability by season

كانت هناك بعض الإصابات الطفيفة منذ ذلك الحين التي عطلت فرصه في خوض سلسلة من المباريات واكتساب الزخم، لكن هذه الأسباب وحدها لا يمكن أن تفسر تراجعه، ومن الصعب الجزم بما إذا كان هناك سبب رئيسي واحد وراء ذلك، ما يمكن قوله بثقة نسبية هو أن بداية جديدة تبدو الخيار الأفضل.

هل يمكن لإيفرتون أن يستعيد بعضًا من سحر جريليش المفقود؟

البيئة في إيفرتون لن تشبه بأي حال ما هي عليه في السيتي، هناك عدد قليل فقط من اللاعبين النخبة، ولا توجد مشاركة أوروبية، والتوقعات أقل بكثير، كما أن فريقه الجديد سيمتلك الكرة أقل بكثير مما يفعل السيتي، وسيتعين على جريليش الاعتياد على القيام بالمزيد من العمل الدفاعي مقارنة بما اعتاد عليه في السنوات الأخيرة.

ولكن رغم أنه لم يفعل ذلك منذ فترة، فلن يكون هذا صدمة كاملة بالنسبة له، لدى جريليش خبرة سابقة في اللعب مع فريق يشبه إيفرتون أكثر من السيتي، وقد قدم هناك بعضًا من أفضل وأمتع كرة القدم في مسيرته.

في نادي طفولته أستون فيلا، تألق جريليش كنجم أول في فريق هبط إلى دوري الدرجة الأولى ثم صعد مجددًا، قبل أن يقضي آخر موسمين له معهم في صراع النصف السفلي من جدول الدوري الممتاز.

كان يُسمح له بالتجول بحرية في الملعب، مع تعليمات واضحة بأن يذهب حيثما شعر أنه قادر على التأثير في المباراة، كان أيضًا قائد الفريق وأهم لاعبيه.

كشف سر اختيار الرقم 18.. جريليش: سعيد لتوقيعي مع إيفرتون

قال عن فترة تأقلمه في السيتي: "كان لدي حرية أكبر في أستون فيلا، كنت أستحوذ على الكرة أكثر بكثير في فيلا، بينما هنا في السيتي قد لا تلمس الكرة بنفس القدر لأن هناك العديد من اللاعبين العالميين".

الإحصائيات أظهرت أن جريليش لم يكن محقًا تمامًا: لم يلمس الكرة أكثر في فيلا، لكنه كان يملك نسبة أكبر من لمسات فريقه مقارنة بحصته في السيتي.

كما أن مؤشر "الحرية" الذي تحدث عنه ظهر في عدد محاولات المراوغة، إذ في كل من مواسمه الثلاثة الأخيرة مع فيلا في الدوري الممتاز، بلغ متوسط محاولاته للمراوغة بين 3.8 و5.5 لكل 90 دقيقة، وهو معدل أعلى من أي من مواسمه الأربعة مع السيتي (بين 2.6 و3.5 لكل 90 دقيقة).

وفي تلك المواسم الثلاثة، شكّلت المراوغات نسبة أكبر من لمساته (بين 6.1% و10.4%) مقارنة بأي من مواسمه الأربعة مع السيتي (بين 3.8% و5.7%).

كما أنه كان يشغل مراكز أكثر مركزية في فيلا، حيث لعب كثيرًا في خط الوسط أو في مركز رقم 10، وحتى عندما لعب كجناح أيسر، كان يُسمح له بالتحرك نحو العمق بحثًا عن المساحات، وعندما لعب في الوسط، كان يميل أحيانًا إلى اليمين، أو يتراجع للخلف ليتسلم الكرة.

خريطة لمس جريليش للكرة مع أستون فيلا

Jack Grealish touch map for Aston Villa

خريطة لمس جريليش للكرة مع مانشستر سيتي

Jack Grealish touch map for Man City

في السيتي، لعب 87% من دقائق مشاركته في الدوري الإنجليزي على الجهة اليسرى، وكانت هناك قواعد أكثر تحدد الأماكن التي يمكنه التحرك إليها ضمن أسلوب اللعب المعتمد لدى بيب.

كان جريليش فعّالًا جدًا في السيتي، ولا شك أن جوارديولا قام بعمل رائع في تطوير أسلوب لعبه. وقد وصف لاعب الوسط مدرب السيتي بـ"العبقري" بعد أن فازا معًا بدوري أبطال أوروبا.

المراكز التي لعب فيها جريليش مع أستون فيلا بين موسمي 2019/2020 و2020/2021

Jack Grealish positions played for Aston Villa 2019-21

المراكز التي لعب فيها جريليش مع مانشستر سيتي بين مواسم 2021/2022 و2024/2025

Jack Grealish positions played for Man City 2021-25

لكن هناك أيضًا ما يقال عن منح لاعب مثل جريليش المراوغ والمبدع بالفطرة، الحرية التي كان يتمتع بها في فيلا، ومن المرجح أن يحصل على قدر أكبر من تلك الحرية في إيفرتون، حتى لو لم يمنحه المدرب ديفيد مويس كامل المساحة لاستعراض قدراته الهجومية.

صناعة الفرص كانت مشكلة حقيقية لإيفرتون الموسم الماضي، إذ إن ثلاثة فرق فقط – وهي الفرق التي هبطت – سجلت أرقامًا أقل منهم في معدل الأهداف المتوقعة من اللعب المفتوح (28.8 هدفًا متوقعًا – بمتوسط 0.76 فقط في المباراة)، لذا قد تكون إبداعات جريليش إضافة مرحب بها للغاية.

فقد صنع جريليش ما يقرب من ضعف عدد الفرص في اللعب المفتوح لكل 90 دقيقة الموسم الماضي (2.9) مقارنة بأي لاعب في إيفرتون (تشارلي ألكاراز – 1.5). صحيح أن لعبه مع السيتي وليس إيفرتون كان سببًا كبيرًا في ذلك، لكنه يظل فرقًا واضحًا حتى في أسوأ مواسمه منذ سنوات.

التحدي أمام مويس هو إعادة جريليش إلى مستوى قريب من أفضل حالاته وباستمرارية. فقد صنع تمريرتين حاسمتين فقط في آخر 29 ساعة لعب له في الدوري الإنجليزي، وسيكون على إيفرتون رؤية تحسن كبير في تلك الأرقام حتى يُعتبر هذا الانتقال ناجحًا.

ومع لعب إيليمان ندياي في العمق، من المرجح أن يشغل جريليش الجهة اليسرى في إيفرتون، لكن قلة هم من يتوقعون أن يلتزم بخط التماس بنفس الصرامة التي كان عليها في السيتي.

هناك الكثير ممن يتمنون رؤية جريليش يعود إلى أفضل حالاته السعيدة والمستعصية على الإيقاف، وعلى رأسهم مويس نفسه. وإذا نجح في ذلك، فسنكون جميعًا على موعد مع المتعة.

جدول مباريات اليوم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار الميركاتو

المزيد

استطلاع يلاكورة

من بين الثلاثي الكبار ظهر بشكل أفضل في افتتاح الدوري؟

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg