أداء متفوق لا يكفي للنقاط.. يونايتد يتطور تكتيكيًا وأرسنال يفوز بلا إقناع (تحليل)

مانشستر يونايتد وأرسنال

كتب: إبراهيم علي
لم تكن هناك سنوات كثيرة في تاريخ مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز شعر فيها النادي بالتفاؤل بعد هزيمة في الجولة الافتتاحية.
وتعرض مانشستر يونايتد للهزيمة أمام أرسنال بنتيجة (1-0)، أمس الأحد، ضمن منافسات الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي.
ولكن هذه لم تكن مباراة افتتاحية عادية، فالفوز المتعثر والمتذبذب وبصراحة منخفض الجودة بنتيجة 1-0 لأرسنال في أولد ترافورد أظهر أن هناك الكثير من البطء والصدأ في أقدام الضيوف على الأقل.
كان مانشستر يونايتد الطرف الأفضل بفارق كبير، فقد استحوذ على الكرة بنسبة 61 في المئة، وسدد أكثر من ضعف محاولات خصمه (22 مقابل 9)، ولولا الدفاع البطولي في اللحظات الأخيرة من جابرييل ماجالهايس وويليام ساليبا، ناهيك عن تصديين رائعين من دافيد رايا، لكان قد فاز بالمباراة.
ولو حدث ذلك، لكانت العناوين في جميع أنحاء العالم قد أعلنت عن بداية ثورة روبن أموريم: عرض هجومي مكثف وأسلوب تكتيكي مباشر جديد يفتتح به الطريق الطويل نحو التعافي.
لا ينبغي أن نسمح للنتيجة بأن تُملي السردية بشكل مبالغ فيه، وركلة ثابتة تقليدية من أرسنال لا يجب أن تحجب 90 دقيقة مثيرة للإعجاب من فريق أموريم.
4 أرقام تؤكد هيمنة أرسنال أمام مانشستر يونايتد
الأسلوب الجديد لمانشستر يونايتد مثير للإعجاب بفضل الوافدين الجدد
أكثر ما لفت الانتباه في تنظيم يونايتد هو التكرار الذي أرسل به برونو فيرنانديز وماسون ماونت تمريرات طويلة إلى الأمام، على أمل إطلاق سراح ظهيري الجنب أو بريان مبومو بأكبر قدر ممكن.
وبالإضافة إلى التمريرات الطويلة المفاجئة فوق الدفاع، حاول لاعبو يونايتد مرارًا تجاوز خصومهم بالمراوغة وحمل الكرة إلى الأمام في محاولة لتوسيع رقعة اللعب.
كان ذلك أقرب إلى ما رأيناه من أموريم في سبورتنج لشبونة، حيث جمع بين كرة القدم القائمة على الاستحواذ المعقد وبين الانطلاقات السريعة المفاجئة من هجوم ثلاثي الأطراف.
كانت انطلاقات مبيومو وحمل ماتيوس كونيا للكرة جزءًا كبيرًا من ذلك، فقد سدد كلاهما تسع مرات مجتمعَين، بينما أتم كونيا أربع مراوغات، أكثر من أي لاعب آخر في الملعب.
قال أموريم لشبكة سكاي سبورتس بعد المباراة: "لاعبون مثل كونيا ومبيومو يمكنهم في لحظة واحدة أن يشعلوا المدرجات. والأهم: أننا لم نكن مملّين".
وكان ذلك صحيحًا بالفعل، فبفضل إسهامات الصفقات الجديدة إلى حد كبير، تمكن يونايتد من التسديد 22 مرة على مرمى أرسنال، وهو ثاني أكبر عدد من التسديدات يُسمح بها ضد الجانرز في مباراة بالدوري الممتاز منذ بداية موسم 2022/23.
وكان أيضًا أكبر عدد من التسديدات ليونايتد ضد أرسنال في المسابقة منذ فوزهم الأسطوري 8-2 في أغسطس 2011.
في هذا، بارقة أمل لجماهير يونايتد، خاصة مع اقتراب بنجامين سيسكو من الدخول إلى التشكيل، ولكن في كثير من الأحيان، كان يونايتد يصل إلى الثلث الهجومي الأخير عبر الأطراف، ليجد منطقة الجزاء فارغة تمامًا.
ماذا قدمت صفقات مانشستر يونايتد؟
وبمجرد دمج المهاجم الجديد رقم 9 (وسيسكو الذي بدا طبيعياً أنه واجه صعوبة عند دخوله أمام تكتل أرسنال الدفاعي المنخفض)، ربما يتحول هذا الأسلوب الهجومي العمودي الأكثر مباشرة إلى أهداف وانتصارات.
ومع ذلك، لا يوجد ضمان بأن هذه الاستراتيجية العاجلة ستنجح على المدى الطويل، نظرًا لمدى تكرار اكتشاف أرسنال لوسط ملعب مفتوح تمامًا عند شنهم للهجمات المرتدة في الاتجاه المعاكس.
ولو لم يكن تمرير لاعبي الجانرز سيئًا إلى هذا الحد (المزيد عن ذلك أدناه)، لكان أموريم قد عوقب على اتباع هذا الأسلوب المباشر ذهابًا وإيابًا، وكما قال أرتيتا لشبكة سكاي سبورتس بعد المباراة: "كانت هناك الكثير من اللحظات في اللعب المفتوح التي كان يجب أن نُنهيها".
إسهامات الصفقات في ارتباك أرسنال
يدرك أرتيتا أن فريقه نجا من هذه المباراة. فقال لشبكة سكاي سبورتس: "نحن بحاجة لأن نكون متواضعين بشأن الطريقة التي فزنا بها، ردة فعلنا على الأخطاء، أخطاء بعيدة جدًا عن المستوى المعتاد لنا".
وسيكون أرتيتا سعيدًا أيضًا بأن الفوز قد خفف من حدة التركيز المسلّط على فيكتور جيوكيريس، فقد أنهى جيوكيريس المباراة بلا أي تسديدة، ولم يصنع أي فرصة، وأكمل أربع تمريرات فقط، وكانت هذه أول مرة منذ مغادرته كوفنتري سيتي يفشل فيها في التسديد على المرمى.
قد يقول البعض إنه كان غير مرئي، لكن ذلك لن يكون دقيقًا تمامًا، لأن جيوكيريس كان ملحوظًا من خلال الطريقة التي غيّر بها تحركاته على الخط الأخير أسلوب بناء اللعب عند أرسنال.
مثل مانشستر يونايتد، كان أرسنال أكثر مباشرة مما اعتدنا أن نراه، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تحركات جيوكيريس التي شجعت مارتن أوديجارد وبوكايو ساكا على محاولة فرض الإيقاع بدلًا من تدوير الكرة والسيطرة على مجريات اللعب.
السيطرة هي ما لطالما سعى إليه أرتيتا. ونادرًا – إن لم يكن مطلقًا – ما امتلك أرسنال سيطرة أقل مما أظهره في هذه المباراة خلال حقبة أرتيتا.
مانشستر يونايتد يسقط أمام أرسنال
فقد بلغت دقة تمريراتهم 75 في المئة فقط، وهو أدنى معدل تمرير لأرسنال في مباراة بالدوري الممتاز منذ تعادلهم 2-2 مع مانشستر سيتي في سبتمبر 2024، عندما لعبوا الشوط الثاني بعشرة لاعبين.
وليس من المبالغة القول إنه لم يتوقع أحد أن كاسيميرو وفرنانديز قد يتمكّنان من تعطيل انسيابية وسط ملعب الضيوف إلى هذه الدرجة.
لقد كان لجيوكيريس أثر سلبي هنا، وكذلك الحال بالنسبة للوافد الجديد الآخر مارتن زوبيميندي، فقد بدا متوترًا طوال المباراة، وكثيرًا ما رفض خيار التمرير إلى الأمام ولو كان به بعض المخاطرة، مفضّلًا التمرير العرضي الذي سمح ليونايتد بزيادة الضغط، وبسبب تحفظه الشديد في الأداء، كانت الغالبية العظمى من لمسات الكرة له في نصف ملعب أرسنال.
مع مرور الوقت، سيعتاد زوبيميندي على أجوائه الجديدة وسيعود أرسنال ليبدو على طبيعته المعتادة من جديد.
لكن في الجولة الافتتاحية، وحدها صفقات مانشستر يونايتد الجديدة حسّنت من الأداء التكتيكي لفريقها، أما صفقات أرسنال فقد جعلت الفريق أسوأ بشكل ملحوظ.
-
06:30
24/08/2025
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات9
-
19
-
الهداف
-
صانع الأهداف