مع إسدال الستار على تجربة أنجي بوستيكوجلو مع توتنهام هوتسبير، بعدما أنهى مشواره هناك برفع كأس الدوري الأوروبي في شوارع شمال لندن، كان كثير من جماهير البريميرليج حزينًا لرحيله.
المدرب الأسترالي يملك كاريزما خاصة وأسلوبًا مثيرًا في التدريب، وهو ما دفع مالك نوتنجهام فورست، إيفانجيلوس ماريناكيس، إلى اختياره لقيادة الفريق خلفًا للبرتغالي نونو سانتو.
طريق طويل إلى القمة
بدأ مشواره التدريبي في نادي ساوث ملبورن بأستراليا عام 1994، حيث قضى معظم مسيرته كلاعب. وعلى مدار 17 عامًا، تنقل في الكرة الأسترالية بين ساوث ملبورن وبرزبين رور، وحقق معهما ألقابًا محلية.
كما تولى تدريب منتخبات الشباب الأسترالية لفترة طويلة، قبل أن يقود المنتخب الأول في كأس العالم 2014، ويضمن تأهله لمونديال 2018.
في اليابان، كتب اسمه بمداد من ذهب مع يوكوهاما إف مارينوس، عندما أعاد للفريق لقب الدوري الياباني عام 2019 بعد غياب 15 عامًا. ومن هناك جاء النداء الأوروبي، عبر بوابة سيلتك الاسكتلندي. في جلاسجو، قدّم كرة هجومية صاخبة جعلت جماهير النادي تعشقه، وحقق خمسة ألقاب محلية في موسمين فقط.
أما مع توتنهام، فقد دخل البريميرليج بقوة، وبعد بداية مبهرة اصطدمت مثاليته بواقع المنافسة الشرسة، لكنه أنهى مسيرته مع الفريق بإنجاز تاريخي عبر التتويج باليوروبا ليج، وهو أول لقب قاري للنادي منذ 2008.
فلسفة لا تعرف المساومة
منذ ظهوره الأول في إنجلترا، عرف بوستيكوجلو بأسلوبه المختلف. كرة هجومية مفتوحة، خط دفاع متقدم للغاية، وظهيران معكوسان يساهمان في بناء اللعب. هو مدرب لا يساوم على أفكاره، حتى لو كلفه ذلك الهزائم.
أبرز مثال على ذلك كان في مباراة توتنهام أمام تشيلسي في نوفمبر 2023، عندما واصل الفريق اللعب بخط دفاع عالٍ رغم النقص العددي، وانتهت المباراة بالخسارة 4-1. لكنه لم يتراجع عن قناعاته، وواصل الاعتماد على أسلوبه الهجومي، قبل أن تُجبره الظروف لاحقًا على التكيف والتراجع قليلًا لتحقيق لقب أوروبي.
هل يناسب فورست؟
التحدي الأكبر أمام بوستيكوجلو يتمثل في الفجوة بين فلسفته الهجومية، ونهج نونو سانتو الدفاعي. فورست في آخر موسمين كان من أكثر الفرق تحفظًا واعتمادًا على الدفاع والمرتدات، بينما يقوم أسلوب "أنجي" على الضغط العالي والاستحواذ والمجازفة بالخط الخلفي.
إحصائيات بسيطة توضح التباين:
تحت قيادة نونو، كان الفريق يتراجع للخلف، يتخلى عن الكرة، ويدافع بعمق.
مع بوستيكوجلو، العكس تمامًا ضغط شرس، خط دفاع متقدم، وخروج بالكرة من الخلف مهما كانت المخاطر.
تغيير هذا النمط التكتيكي بشكل مفاجئ في منتصف الموسم، ومع وجود مباريات الدوري الأوروبي المرهقة، سيكون مهمة صعبة.
التاريخ يعيد نفسه؟
لكن إذا كان لبوستيكوجلو ما يميزه، فهو كسر حواجز "الانتظار الطويل". مع سيلتك أنهى سيطرة الخصوم، ومع توتنهام منح النادي لقبًا قاريًا بعد سنوات من الجفاف.
الآن، يواجه فورست الذي لم يحقق أي بطولة منذ تتويج بريان كلوف بكأس الرابطة عام 1990.