الفوز والغضب هذه هي القاعدة بالنسبة لريال مدريد حتى الآن هذا الموسم، فمسيرة انتصاراتهم جاءت مدوّية بقدر سلسلة الجدل التي جمعوها في شهر واحد فقط من المنافسة.
حملتهم ضد الاتحاد والحكام ورابطة الدوري الإسباني خلّفت بالفعل قائمة كبيرة من القضايا التي لم تزد الأمور إلا توترًا.
جدول "حروب" ريال مدريد أسفر حتى الآن عن 12 قضية في 32 يومًا فقط وفقاً لما نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية.
أزمة الجولة الافتتاحية
لم يكن ريال مدريد قد بدأ عطلته الصيفية بعد عندما اندلع أول جدل في الموسم الحالي، فبينما كان الفريق الملكي لا يزال يشارك في كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، ظهرت الفوضى المتعلقة بالجولة الافتتاحية من الدوري الإسباني.
طلب ريال مدريد تأجيل المباراة أمام أوساسونا بسبب ضيق الوقت لإقامة فترة إعداد مناسبة، ورفض الملكي قبول الموعد المحدد، لكن طلباتهم بالتأجيل قوبلت بالرفض في كل مرة، واضطروا لخوض المباراة أمام أوساسونا يوم 19 أغسطس، بعد 15 يومًا فقط من بدء التحضيرات في 4 أغسطس.
الجدل التحكيمي
في الجولة الثانية من الدوري، يوم 24 أغسطس أمام ريال أوفييدو، كان ريال مدريد قد بدأ بالفعل يتأرجح بسبب قرارين تحكيميين مثيرين للجدل، فقد طالب النادي بركلتي جزاء، الأولى بعد تدخل على روديجر والثانية ضد ماستانتوونو، بينما كانت النتيجة لا تزال تشير إلى التعادل السلبي 0-0.
وكانت هذه المباراة بمثابة الشرارة الأولى لبداية سلسلة من المشكلات مع الحكام التي ستتكرر لاحقًا.
في الجولة الثالثة من الدوري الإسباني، ارتفع منسوب غضب ريال مدريد من التحكيم بشكل أكبر، فقد أُلغي لهم ثلاثة أهداف أمام مايوركا — هدفان لمبابي وواحد لأردا جولر — الأمر الذي دفع النادي لتصعيد معركته مجددًا مع منظومة التحكيم.
وكأن ذلك لم يكن كافيًا، حتى تسلّط الضوء أيضًا على برشلونة، بدايةً من هدف مثير للجدل في الجولة الأولى، ثم ركلة جزاء احتُسبت لصالح لامين يامال أمام رايو فاييكانو لم يكن ممكنًا مراجعتها عبر تقنية الفيديو (VAR) التي كانت خارج الخدمة طوال الشوط الأول.

جدول آخر يثير الاستياء
وسط فترة التوقف الدولي، جاء جدول آخر ليُربك نسق ريال مدريد، هذه المرة كان الأمر يتعلق بالجولة الثامنة من الدوري الإسباني أمام فياريال في البرنابيو.
وهذا يعود لأن فريق تشابي ألونسو سيخوض أطول رحلة في تاريخه في دوري أبطال أوروبا (قرابة ثماني ساعات طيران) لمواجهة كايرات ألماتي في كازاخستان، المباراة ستقام يوم الثلاثاء، وبسبب طول الرحلة لن يتمكن الفريق من استئناف التدريبات قبل يوم الخميس.
ورغم ذلك، جرى تحديد مباراة الدوري ضد فياريال يوم السبت، في حين أن فترة التوقف الدولي التالية كانت تسمح بخوض اللقاء يوم الأحد دون أي مشكلة.
طرد هويسين
عند العودة من فترة التوقف الدولي الماضية، كانت حملة ريال مدريد ضد منظومة التحكيم قد بلغت ذروة جديدة، فقد أثار الطرد المثير للجدل للاعب هويسين أمام ريال سوسيداد — والذي أجبر الفريق على اللعب ساعة كاملة بعشرة لاعبين — موجة غضب جديدة قلبت الأمور رأسًا على عقب للمرة الألف.
وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فبالرغم من استئناف النادي، لم تقم لجنة المسابقات ولا لجنة الاستئناف بإلغاء عقوبة الإيقاف لمباراة واحدة، وهو ما دفع اللاعب نفسه للتعبير عن استيائه، معتبرًا الأمر ظلماً مزدوجاً.
شكوى إلى فيفا
تداعيات جدل أنويتا جاءت سريعة، فبعد دقائق قليلة من انتهاء المباراة، فجّرت قناة ريال مدريد التلفزيونية مفاجأة مدوية: "ريال مدريد يجهّز ملفًا حول ما حدث من الناحية التحكيمية في الجولات الأربع الأولى من الدوري الإسباني هذا الموسم، إضافة إلى أحداث الموسم الماضي، لإرساله إلى الفيفا كي يطّلعوا على ما يجري في إسبانيا".
النادي الملكي كان غاضبًا بشدة من الحادثة التحكيمية في أنويتا، وقرر الإعلان عن خطوة كان يعمل عليها منذ فترة، وأكدوا: "ريال مدريد سيقدّم هذا التقرير حتى يأخذ الفيفا ملاحظته".
النادي ينقل واقعة تزيد من حدة شكوكه
مع احتدام الجدل التحكيمي، لجأ ريال مدريد — الغاضب من أداء الحكم خيل مانزانو في أنويتا — إلى استخدام أوراقه الثقيلة، فقد أثار طرد هويسين المزيد من الغضب، وأعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر الحقائق إزعاجًا للنادي وجماهيره.
فحتى الآن في القرن الحادي والعشرين، حصل برشلونة على رصيد إيجابي قدره +65 بطاقة حمراء لصالحه، في حين يمتلك ريال مدريد سجلًا سلبيًا يبلغ -2.
هذه الإحصائية تُستَخدم من قبل النادي كمؤشر إضافي على "التحيز المؤسسي" الذي يتهم به لجنة الحكام.

الكاستيا في حالة حرب أيضًا
الكاستيا (فريق الرديف في ريال مدريد) دخل هو الآخر حرب التحكيم بقوة، فقد لاحقت الجدل فريق ألفارو أربيلوا الرديف في آخر جولتين له.
فبعد الطرد القاسي لسيستيرو يوم الأحد الماضي أمام بيلباو أثلتيك، والذي أجبر الفريق على اللعب بعشرة لاعبين لمدة ساعة كاملة، تواصلت الفضيحة يوم الأربعاء خلال المباراة المؤجلة ضد راسينج فيرول.
فقد تعرّض جوان مارتينيز لضربة بالكوع وُصفت بالعنيفة، لكن الحكم — رغم مراجعتها عبر تقنية الفيديو VAR — لم يعتبرها بطاقة حمراء، ما أشعل غضب النادي وأكد أن الجدل التحكيمي أصبح يطارد حتى فريق الرديف.
مصاصو الدماء في الليجا
ظهر "مصاصو الدماء" التابعون لوكالة مكافحة المنشطات في مقر فالديبيباس لإجراء اختبارات الكشف عن المنشطات في اليوم السابق مباشرة لانطلاقة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
ورغم أن الأمر يُعد إجراءً روتينيًا، إلا أن توقيته أثار ضجة كبيرة، إذ عطّل بداية الحصة التدريبية وأثر على استعدادات الفريق.
وإن لم تكن الأجواء مشحونة بما يكفي، فقد أضافت هذه الواقعة مزيدًا من الوقود إلى نار التوتر التي يبدو من الصعب السيطرة عليها حتى نهاية الموسم.
جدول مباريات اليوم