"جرينتا" الزمالك .. ضالة الأهلي

أحب ان أبدأ مقالي بتهنئة الزمالك مقدما بتحقيقه لقب مسابقة الدوري العام هذا الموسم على الرغم من عدم انقضاء نصف المسابقة الا أن كل المعطيات تؤكد نظرية أن عودة النادي الأهلي مستحيلة.

توقعي هذا لم ابنيه على تنجيم أو نوع من المقامرة بل إن الحالة الفنية التي عليها لاعبي الزمالك بالاضافة للتخبط "الاداري" قبل الفني الذي يعيشه الأهلي يؤيد ذلك.

زمالك هذا الموسم مختلف عن كل موسم بسبب ما يسمى في الكرة الايطالية بالـ"جرينتا" أو العزيمة التي تجعل الفريق الابيض قادر على حصد البطولات وهو ما يعرف عند أنصار النادي الاحمر بـ"روح الفانلة الحمرا".

بينما على العكس يفتقد النادي الأحمر الروح التي قادته بالفوز في اخر موسمين بلقب المسابقة على الرغم من الحالة الفنية السيئة التي عانى خلالهما.

زمالك هذا الموسم مختلف تحت قيادة العميد حسام حسن الذي يلعب على ورقة الروح التي خلقت من الزمالك فريق قادر على العودة ،فكم من مباراة كان الزمالك متأخرا وعاد لتعادل بل ويفوز بدء من مباراة سموحة والمقاصة والاسماعيلي والاتحادالسكندري وهو شيء كان لا يحدث في الاعوام الماضية ولا يمكن تجاهله.

مشكلة الزمالك خلال المواسم الماضية هي الاستسلام السريع وعدم الحمية التي كانت واضحة بلاعبي الفريق الابيض الذين كانوا اقوى من النادي.

على الجانب الأخر نرى الأهلي يعيش حالة من التخبط الشديد خاصة في مجال الادارة التي طالما تغنى ابناء نادي القرن بعقلانيتها ونضجها.

فلا اعلم حتى الأن سبب تعيين هادي خشبة الذين يطلقون عليه حلقة وصل بين الادارة وفريق الكرة على الرغم من وجود مدير الكرة سيد عبد الحفيظ الذي من المفترض ان "ألف باء "عمله هو أن يقوم بهذه الحلقة.

هل الاهلي اصبح مجالا للمجاملات؟ سؤال يفرض نفسه خاصة والنادي يعاني الامرين بالفعل من المجاملات المتسببة في بقاء لاعبين بالفريق الاول لا يفعلون شيئا سوى الاصابة منذ ثلاثة مواسم .. ومستمرون.

الزمالك عابه خلال انتقالات يناير التعاقد مع عصام الحضري الذي تسبب في مشاكل داخل غرف خلع الملابس مما خلق نوع من الفوضى داخل الفريق الابيض وافقده الهدوء الذي يحاول التوأم خلقه وكان افضل قرار اتخذه التوأم هو استبعاد اللاعب "مثير المشاكل" من حساباتهم مما أرجع الاستقرار لغرف خلع الملابس مرة اخرى .

الأهلي على الناحية الاخرى يفكر في جلب سنجلوما ومتعب والجباس دون النظر باهتمام كافي لمشكلة الفريق الكبرى المتسبب بها حسام البدري المسماه بالظهير الايسر.

الايام الماضية كشفت أن الاهلي ليس المنظومة القوية التي من الصعب اهتزازها بل ان الاهمال وتجاهل التحذيرات التي اطلقها الكثير حول حالة نادي القرن الذي على وشك الدخول في نفق مظلم زادت الطين بلة.

في النهاية أرى أنه من العدل فوز الزمالك بهذه البطولة كخير احتفال وتتويج لمئوية مدرسة الفن والهندسة وعلى النادي الأهلي أن يبحث في اسباب ترنحه دون كبر وبحث أصل المشكلة بكل موضوعية حتى لا تتكرر "الاربعة العجاف" وهي بالمناسبة قريبة للغاية.