ستكون مباراة ليبرفيل يوم الأربعاء في الدور نصف النهائي بنهائيات كأس أمم افريقيا مواجهة بين منتخبين أحدهما لم يواجه صعوبة في الوصول لهذا الدور وهو فريق ساحل العاج، والآخر تخطى بصعوبة وبتطورات درامية أحيانا الدور الأول وربع النهائي وهو فريق مالي.
في هذه البطولة أظهر منتخب ساحل العاج أنه بالفعل يستحق ترشيحه للفوز باللقب فقد فاز في جميع مبارياته ولم تتلق شباكه أهدافا.
وتغلب الفريق على السودان بهدف دون مقابل ثم على بوركينا فاسو بهدفين دون مقابل وضمن التأهل إلى ربع النهائي.
وفي آخر مباراة بالدور الأول لعب المدرب فرانسوا زاهوي بتشكيل معظمه من البدلاء وتغلب على أنغولا بهدفين دون مقابل.
وفي ربع النهائي تغلبت ساحل العاج على غينيا الاستوائية بثلاثة أهداف دون مقابل جاءت بتوقيع نجم تشيلسي ديديه دروغبا الذي أحرز الهدفين الأول والثاني ونجم مانشستر سيتي يايا توريه.
هذه اللقاءات أظهرت أن مستوى فريق زاهوي يشهد تقدما من مباراة لأخرى ويبدو الفوز بالنسبة له سهلا مقارنة بفرق أخرى وهو ما يعزز ثقة اللاعبين ويحررهم من الضغوط ويساعد في الحفاظ على لياقتهم البدنية.
كما نجح المدرب الوطني في الجمع بين ميزتي المهارة الفردية واللعب الجماعي القوي وأيضا في إعداد البديل الكفء مثل بوني ويلفريد لاعب نادي سبارتا براغ الصربي وماكس غراديل.
جدية زاهوي في التعامل مع المباراة ظهرت في مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء في ليبرفيل.
قال زاهوي إن الفريق سيواصل نهجه في هذه البطولة موضحا لقد جئنا إلى هنا من أجل الفوز بكأس الأمم الافريقية، ونعرف أن فريقا واحدا فقد هو الذي سيتوج بالكأس ونحن دائما نحترم المنافس مهما كان .
وأكد أن فرقا كبيرة ومرشحة للفوز باللقب عادت إلى بلادها مضيفا دائما ما يحكم سلوكنا مبدأ احترام المنافس .
وأضاف أن مواجهة فريق ليس لديه ما يخسره أمر صعب وهو ما حدث مع الفريق في المباراة الماضية ضد غينيا الاستوائية.
وأوضح أن فريقه سيبذل أقصى جهده أمام مالي، مضيفا أنه بغض النظر عن الإحصائيات وتاريخ اللقاءات فقد تأهل إلى هذا الدور أفضل أربعة منتخبات في افريقيا وفريقه سيواجه واحدا منها.
وأكد أن الهدف هو مواصلة الانتصارات وأن فريقه يتعامل مع المباراة بجدية وسيؤدي كل دقيقة فيها بإصرار وتركيز لأن صافرة الحكم هي التي تعلن الفريق الفائز وليس التاريخ والأرقام.
وأوضح أيضا أنه تعلم من دروس الماضي، وأنه أخبر الفريق بأن البطولة يفوز بها 23 لاعبا، وأن اختيار التشكيل النهائي يعتمد على ظروف المباراة و طبيعة الخطة التي وضعها المدرب لأنه صاحب القرار مضيفا الجلوس على مقاعد البدلاء لايعني أن اللاعب ليس جيدا .
وأكد أن ذلك يعزز الثقة داخل الفريق ويوفر له كمدرب خيارات واسعة في إطار أن الأولوية لمصلحة الفريق وليس لأسماء اللاعبين.
ورغم أن ساحل العاج تعد دائما ضمن أفضل فرق قارة افريقيا إلا أنها لم تتوج باللقب إلا مرة واحدة، وكان ذلك عام 1992 في السنغال وبسيناريو مثير في المباراة النهائية حيث تغلب منتخب ساحل العاج بركلات الترجيح على غانا بنتيجة 11 - 10 بعد انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
أما أفضل مركز في البطولات الماضية فكان في نهائيات 2006 بمصر، وحينها تغلب أصحاب الأرض على منتخب ساحل العاج بضربات الترجيح.
أما منتخب مالي بقيادة مدربه الفرنسي آلان غيريس فبدأ هذه البطولة بالفوز على غينيا كوناكري بهدف دون مقابل، ثم انهزم أمام غانا بهدفين دون مقابل في أسوأ مباراة للفريق بالبطولة حتى الآن.
وفي آخر مباراة بالدور الأول كان الفريق متأخرا بهدف أمام بوتسوانا لكن بخبرة لاعبين مثل سيدو كيتا فازت مالي بهدفين لهدف، لكن اللاعبين اضطروا للانتظار في الملعب لنحو خمس دقائق انتظارا لنهاية مباراة غانا وغينيا كوناكري بالتعادل الذي منحهم التأهل.
وبسيناريو درامي آخر تأهلت مالي إلى المربع الذهبي، فقد كانت مباراة ربع النهائي تسير لصالح الغابون وأحرز إيريك مولونغي هدف التقدم في الدقيقة 55.
لكن قبل نهاية المباراة بست دقائق أدرك شيخ دياباتي التعادل، واحتكم الفريقان لوقت إضافي ثم لضربات الترجيح التي أوصلت مالي إلى ربع النهائي.
ويرى محللون أن خبرة لاعبي الفريق المحترفين في أوروبا ساعدت كثيرا في وصوله إلى المربع الذهبي، وتجلى ذلك في أي استغلال فرص التهديف بغض النظر عن الأفضلية في اللقاء أو الاستحواذ على الكرة.
وفي مقدمة هؤلاء لاعب برشلونة سيدو كيتا و شيخ دياباتي و عبده تروري ( بوردو الفرنسي) وموديبو مايغا( سوشو الفرنسي).
وقد أكد آلان غيريس في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء بليبرفيل أن ظهوره بتواضع خلال البطولة لا يعني التخلي عن طموحات الفوز، مؤكدا أن التواضع فضيلة ضرورة الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.
وأوضح مدرب مالي أن التواضع يساعد دائما على طرح التساؤلات بشأن الأداء ، ولكن هذا لا يعني التخلي عن الطموح، مضيفا أن الأبطال يجب أن يتحلوا بالتواضع من أجل مواصلة تحسين الأداء.
وقال إن فريقه سيواصل مشواره المعتاد وبنفس الطموحات في كل المباريات، وأوضح أنه يدرك أن فريقه سيواجه منتخبا كبيرا جدا ولكن ذلك لأن يفرض قيودا على منتخب مالي وسيواصل سعيه لتحقيق الفوز.
وأضاف أنه لاتوجد وصفة سحرية لإلحاق الهزيمة بساحل العاج ولكنه يبذل أقصى لإعداد الفريق بأفضل شكل ممكن وتوظيف جميع الإمكانات.
وأوضح أن جهودخ ركزت أيضا على استعادة اللياقة البدنية للاعبين بعد المبارة الماضية حين لعبوا نحو ساعتين.
وقال إنه يحاول حاليا الدخول في أجواء المباراة القادمة مع الأخذ في الاعتبار استراتيجية اللعب، لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل بشأن خططه.
وأكد أيضا أنه يدرك تفوق منتخب ساحل العاج في النتائج والإحصائيات التي تظهر مستواخ والمواهب والإمكانات التي يتمتع بها.
لكنه مضى قائلا أنه يجب التوقف عن هذه النقطة موضحا أنه لا يريد أن يتسرب الخوف إلى لاعبيه من منتخب ساحل العاج.
وأضاف أنه لو تسللت إليه مشاعر الخوف فمن من الأحرى ألا يخوض المباراة.
وأكد أنه يدرك تماما المهمة التي هو مقبل عليها ويحترم هذا التحدي ، أما التصرف من منطلق الخوف فيعني أن الفريق كأنه انهزم قبل بداية المباراة .
وقد صرح غيريس أنه بالنسبة لمشاعر كيتا فهو يريد مثل بقية زملائه لديه رغبة في النجاح مع الفريق و تحقيق الفوز مع منتخب بلاد.
وهو ذو شخصية قيادية ويأخذ الأمر بجدية وإن كان يخرج أحيانا عن طبيعته ولكنه يقوم مع قائد الفريق سيدريك كانتيه يقومان بالدور القيادي في الفريق الذي يمكن للمدرب أن يعتمد عليه.
وقال إنه بالنسبة لأي مدرب فهو بحاجة للاعبين مثل كيتا يقومون بهذا الدور القيادي في الفريق.
وقد سبق لمنتخب مالي أن احتل المركز الرابع في بطولة عام 1994 بعدما تصدر المجموعة الاولى ثم فاز على منتخب مصر بهدف دون مقابل في ربع النهائي، لكنه هزم من زامبيا في نصف النهائي بأربعة أهداف دون مقابل ثم خسر امام ساحل العاج في مباراة تحديد المركز الثالث.