جميع المباريات

إعلان

"ويستون ماكيني".. محارب جديد في كتيبة يوفنتوس لمفاجآة الجميع

ويستون ماكيني

ويستون ماكيني

أعلن نادي يوفنتوس عن تعاقده مع الشاب الأمريكي ويستون ماكيني على سبيل الإعارة مع وجود بند لشراء اللاعب بنهاية الموسم المقبل من ناديه الألماني شالكة ب18 مليون يورو ليكون بذلك الصفقة الأولى التي تهديها الإدارة لمدربها الجديد أندريا بيرلو بإعتبار أن التعاقد مع البرازيلي أرثور ميلو جاء في عهد المدرب السابق ماوريسيو ساري.

أصبح ماكيني أول لاعب أمريكي يرتدي قميص يوفنتوس وثالث لاعب في تاريخ الولايات المتحدة الذي يرتدي قميص أحد الفرق الأوروبية الكبرى في ظل إكتفاء نجومهم باللعب في أندية الصف الثاني فلم يسبقه سوى الحارس المخضرم تيم هاورد لقميص مانشستر يونايتد وصديقه الحالي في المنتخب كريستان بولسيتش لقميص تشيلسي.

تعجبت جماهير النادي الإيطالي من وصول الأمريكي صاحب ال22 عاما للفريق في وقت كانت التوقعات والطموحات أعلى وذلك في وقت يحتاج فيه الفريق إلى عملية إحلال وتجديد في خط الوسط مع الرغبة في التخلص من أصحاب الأعمار المرتفعة مثل سامي خضيرة وبلازي ماتيودي ومعه الغير مفيد في موسمه الأول مع النادي أرون رامسي.

لكن الطموحات أرتقت قليلا مع معرفة الجماهير للاعب الأمريكي الذي يبدو أنه كان يعمل في الظل رفقة فريقه شالكه في الدوري الألماني خصوصا هذا الموسم الذي كان فيه نجم النادي وذلك رغم النهاية الكارثية للموسم وعدم تحقيقه لأي إنتصار في المباريات التسعة الأخيرة في الدوري.

أما عن ماكيني فقد كان هو النجم الأبرز الذي لفت الأنظار طوال الموسم مع وجود المدير الفني الأمريكي دافيد فاجنر الذي قرر الإعتماد بشكل كلي على مواطنه الأمريكي في جميع مراكز خط الوسط التي يجيدها اللاعب مع محاولات لتطويره في كافة النواحي على أرضية الملعب.

إذا فتحت صفحة اللاعب على العديد من المواقع فستجد مكان مولده هو ليتل إلم بولاية تكساس ولكنه في الحقيقة ولد في العاصمة واشنطون حيث كان والده الضابط في الجيش الأمريكي يتواجد هناك لظروف عمله قبل الإنتقال إلى تكساس بعد ذلك بأشهر قليلة.

أنتقلت عائلة اللاعب إلى ألمانيا وهو بعمر السادسة حيث عاش هناك لثلاثة سنوات في كايزرسلاوترن قبل العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى ليبدأ مسيرته مع كرة القدم في شباب نادي فونيكس المحلي قبل أن ينضم إلى شباب نادي دالاس الناشط في الدوري الأمريكي لكرة القدم.

في 2016 كان أمام اللاعب خيار إما إستكمال تعليمه بمنحة تفوق رياضي في جامعة فيرجينيا وإما الإستمرار في كرة القدم الإحترافية ليختار الأخيرة وبعدها بأشهر قليلة يقرر اللاعب رفض توقيع عقد إحترافي مع نادي دالاس الأمريكي ليسافر مع الطيور الأمريكية المهاجرة إلى الأراضي الألمانية لتحقيق أحلامها الكروية.

كان رحيل ماكيني عن دالاس بتلك الطريقة إلى ألمانيا أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إدارة النادي الامريكي لتكوين فريق رديف تابع لهم يشارك في الدرجة الأولى الأمريكية لإعطاء شباب النادي الفرصة للظهور واللعب بقميص النادي للإحتفاظ بهم لأطول فترة ممكنة وعدم خسارة المواهب بشكل مبكر ومجاني إلى الخارج.

أنتظر ماكيني عام من أجل الحصول على إستدعاء للفريق الأول حيث شارك لدقائق معدودة أمام إنجلوشتاد في الجولة الأخيرة من موسم 2016/2017 قبل أن يستمر رفقة الفريق في الموسم التالي حيث قرر المدرب دومينيك تيديسكو الإعتماد عليه كأحد الأسماء المهمة في تشكيلة المدرب وهو ما واصل عليه المدرب التالي هوب ستيفينز وأخيرا دافيد فاجنر.

على مدار تلك المواسم الثلاثة شارك ماكيني في 91 مباراة مسجلا 5 أهداف إضافة إلى صناعته ل7 أهداف أخرى لزملائه بجانب مشاركته في سبعة مراكز مختلفة على أرضية الملعب أبرزها مركزه الرئيسي لاعب خط وسط "بوكس تو بوكس" ولاعب خط وسط مدافع وصانع ألعاب وقلب دفاع بل وشارك كمهاجم في مباراتين سابقا.

"ويستون لاعب سريع جدا وقوي ودائما ما يعطي كل ما لديه للفريق على أرضية الملعب، يستطيع العب في كل مراكز خط الوسط سواء أمام المدافعين أو خلف المهاجمين أو على الأطراف كما يستطيع اللعب كقلب دفاع سواء بتواجد أربعة مدافعين أو ثلاثة في الخط الخلفي".

تعتبر تلك ميزة مهمة ربما سهلت قرار تعاقد يوفنتوس معه فالسيدة العجوز يبحث كل سوق إنتقالات على لاعبين قادرين على اللعب في أكثر من مكان وذلك لإعطاء قائمة الفريق المرونة الفنية والتكتيكية اللازمة لمدربيه.

لكن لا يبدو أن ماكيني سعيد بهذا فاللاعب في تصريحات سابقة نقلتها صحيفة ذا أثليتيك قال "قد أكون قادرا على اللعب بشكل جيد في أكثر من مركز ولكني أريد أن أكون مميزا في واحد فقط أريد أن ألعب لأني الأفضل في هذا المكان".

أخبر ماكيني موقع إي أس بي إن في تصريحات سابقة بكيفية الإستفادة القصوى من إمكانياته فقال "لا أريد أن يقال لي هاجم فقط أو دافع فقط أريد أن أكون حرا في الحركة على أرضية الملعب والعودة للحصول على الكرة والتقدم بها".

"أنا لست اللاعب الذي يسجل أو يصنع كثيرا ولكني أشعر بأني قادر على ربط زملائي ببعضهم البعض في كل مكان في الملعب وليس في الدفاع فقط أو الهجوم فقط".

"نقطة ضعفي هي الإلتزام بمكان واحد في الملعب فأنا أريد التحرك في كل مكان ولكن بشكل ذكي بالطبع فأنا لا أحتاج للركض 80 ياردة إذا أمكنني نقل الكرة بالركض ل20 أو 40 ياردة فقط".

ينقسم دور لاعب الوسط في المباراة إلى شقين الأول هو الهجومي أثناء أحتفاظ فريقه بالكرة والثاني دفاعي عند فقدانها لصالح الخصم، ماكيني يفضل أكثر دور اللاعب رقم 8 في خط الوسط والذي يلقب باللاعب "البوكس تو بوكس".

وفي إيطاليا يدعى اللاعب القادر على القيام بأدوار هذا المركز ب"سينترالي كومبليتو" أي لاعب خط الوسط المتكامل.

لماذا؟ لأن ماكيني قادر على القيام بكل شيء مطلوب من لاعبي خط الوسط بشكل جيد فعلى المستوى الدفاعي أثناء تواجد الكرة مع الخصم يكون دور الأمريكي المقاتل هو إفساد محاولات الخصم لبناء اللعب من خط الوسط سواء بالتدخل والضغط على حامل الكرة أو قطع خطوط التمرير على الخصم

يمتلك ماكيني متوسط 2.1 تدخل و0.7 محاولة إعاقة للخصم في المباراة الواحدة من أجل الحصول على الكرة من بين أقدامه بجانب مجهود وفير وركض لا يتوقف خلف حركة الكرة يمينا ويسارا من أجل إعطاء زيادة عددية لزملائه في المواقف الدفاعية وسد الثغرات التي يحاول الخصم فتحها في دفاعات فريقه.

نقطة مهمة هنا أن ماكيني حصل الموسم الماضي على 8 إنذارات صفراء و6 في الموسم السابق نظرا لتدخلاته ومحاولاته لإعاقة الخصم وإن كان لم يطرد سابقا طوال مسيرته إلا أنه يحتاج للعمل أكثر على تلك النقطة من أجل التحسن.

يستخدم الأمريكي الشاب ذكائه أيضا في المواقف الدفاعية فبنظرة سريعة حوله يستطيع تحليل الموقف دائما وتوقع حركات وقرارات المنافس أو سد ثغرة في دفاعات فريقه لخروج أحد زملائه من مكانه وهو ما يجعله دائما في موقف أفضل لإيقاف تمريرات الخصم ولاعبيه.

إمكانيات مشابهه كثيرا لإمكانيات أرتورو فيدال المحارب التشيلي الذي خطف قلوب عشاق يوفنتوس قبل خطف الكرة من أقدام لاعبي الخصم بفضل روحه القتالية

خريطة حرارية توضح تحركات ماكيني على أرضية الملعب

أما في حالة إستعادة الكرة فإن كانت بفضل ماكيني فهو يبحث أولا عن التقدم بنفسه والكرة بين أقدامه من أجل تغطية أكبر مساحة ممكنة من الملعب فهو يحب الركض أولا أول التمرير للأمام إن كانت الأمور تسمح لذلك أو تهدئة اللعب بالتمرير للاعب الأقرب في حال كان ذلك الأفضل للتحكم في رتم المباراة

جعل ذلك ماكيني ثالث أكثر لاعب ركضا في الدوري الألماني الموسم الماضي بمتوسط 12.4 كيلو متر يغطيه اللاعب في المباراة الواحدة ولا يتفوق عليه سوى نجم بايرن ميونخ جشوا كيميتش وإيلس سكيري لاعب كولون بمتوسط 12.8 كيلو في المباراة

يمتلك ماكيني متوسط 1.7 مرة للتقدم بالكرة من الموقف الدفاعي إلى النصف الهجومي لمناطق الخطورة و5.5 تمريرة طولية سواء على الأرض أو في الهواء إلى الأمام وبناءا عليه فإن نسبة التمريرات الصحيحة للاعب لا تبدو جيدة بنسبة 81% في الموسم المنتهي و72% فقط في الموسم السابق، يوجد تحسن بالتأكيد ولكن مازال يحتاج إلى المزيد من الدقة في التمرير

زادت محاولات اللاعب على المرمى أيضا مع كل موسم يشارك فيه ففي أول موسم له مع الفريق كان متوسط تسديداته هو 0.4 تسديدة في المباراة أرتفعت إلى تسديدة وحيدة في الموسم قبل الماضي وأخيرا 1.1 تسديدة في الموسم الأخير له مع شالكه والذي شهد تحسنا أيضا في عدد أهدافه مسجلا ثلاثة أهداف

كان ذلك بفضل دافيد فاجنر الذي طلب من لاعبه الزيادة أكثر هجوميا وإقتحام منطقة الجزاء فكانت النتيجة ثلاثة أهداف منهم رأسيتين بنفس الطريقة تقريبا وهي ظهور اللاعب لإستقبال العرضية المرسلة من خارج كادر التصوير بفضل تحركاته، مع المنتخب الأمريكي الأمور هجوميا تبدو أفضل حيث سجل 6 أهداف في 19 مشاركة معهم

في النموذج الإحصائي الخاص بأفضل لاعبي الوسط تحت 23 عاما في أوروبا يتواجد ماكيني في الوسط في كل الإحصائيات فهو لا يتميز بشكل كامل في أي نقطة ولكنه ليس سيئا في أي نقطة فهو قادر على القيام بكل شيء بشكل جيد ليجعل يوفنتوس يقرر التعاقد معه وضمه لخط وسط الفريق في مرحلة البناء.

كما يوجد نقطة مهمة أخرى يتميز بها اللاعب صاحب ال22 عاما وهي هدوء الأعصاب والمرح فكريستان هيدل المدير الرياضي السابق لشالكه قال بأنه لم يجد لاعبا هادئا مثل ماكيني قبل مواجهة فريق مثل بايرن ميونخ والإيطالي تيدسكو أخبر توتوميركاتو بأنه لم يرى اللاعب حاضرا إلى التمرين سابقا بدون أن تكون هناك بسمة على وجهة.

أطلق زملائه في شالكه عليه لقب "مدفع المرح" وصديقه بولسيتش وصفه ب"المهرج" ولكن بشكل إيجابي بالطبع.

"سوف أستمر في الرقص، سوف أستمر في الغناء فهذا هو الشخص الذي أنا عليه" كانت تلك كلمات ماكيني عندما تم سؤاله حول إيجابيته سعادته دائما.

بسبب ذلك كان ماكيني محبوبا في غرفة ملابس شالكه وقادرا على إخراجهم دائما من الحالات السلبية التي يمر بها الفريق لذلك كان فاجنر يضعه على قائمة المرشحين لحمل شارة قيادة الفريق يوما ما قبل أن يرحل إلى يوفنتوس.

عندما تم سؤال أندريا بيرلو المدير الفني الجديد ليوفنتوس عن ما يريده من لاعبيه على أرضية الملعب قال "أريد إعادة الحماس للفريق على أرضية الملعب، أريد كرة قدم إيجابية وهيمنة على أرضية الملعب، لقد أخبرت اللاعبين أنه يجب عليكم الأحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن وفي حال فقدانها يجب إستعادتها سريعا".

لذلك لا يبدوأن ماكيني سيجلس طويلا على دكة بدلاء يوفنتوس بل سيجد نفسه قريبا وسريعا على أرضية الملعب كقطعة مهمة لا مكن التخلي عنها في وقت أصبحت فيه القدرات البدنية هي الأهم وصاحب ال22 عاما نجح في سن صغيره بالدمج بينها وبين الفنيات الكروية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن