شهدت السنوات القليلة الماضية، حدوث تقلبات حادة في مسيرة المدرب البرتغالي المخضرم، جوزيه مورينيو، حيث تنقل بين عدة أندية ودوريات في وقت قصير، رغم اسمه اللامع في عالم الساحرة المستديرة.
وأشرف مورينيو، خلال منتصف سبتمبر الماضي، على تدريب فريق بنفيكا البرتغالي، بموجب عقد يستمر حتى نهاية موسم 2026-2027، مع خيار أن يُنهي أي من الطرفين الاتفاق في نهاية الموسم الجاري.
وتعاقد بنفيكا مع مورينيو، عقب إقالة برونو لاج، في أعقاب الإقصاء من دوري أبطال أوروبا، على يد كاراباج الأذربيجاني، لكن الفريق البرتغالي، يعاني من سلسلة نتائج مخيبة للآمال.
ويرى الكثيرون أن حقبة المدرب الملقب بـ"سبيشيال وان" أصبحت من الماضي، وأن البرتغالي المخضرم لم يعد لديه ما يقدمه مع الفرق التي تولى مهمة تدريبها، خلال السنوات القليلة الماضية.
انطلاقة رائعة
استهل مورينيو مشواره التدريبي مع بنفيكا، عام 2000، حين تولى الفريق لفترة لم تتجاوز 3 أشهر، لكنه ترك بصمة كبيرة، أبرزها الفوز على سبورتنج لشبونة (3-0)، اكنه رحل مبكرًا، بسبب خلافات مع الإدارة.
تولى مورينيو لاحقًا تدريب فريق أونياو ليرا المتواضع لمدة موسم، قبل أن يتولى المهمة الفنية للعملاق البرتغالي، بورتو، ويقوده لحقبة تاريخية بمعنة الكلمة.
مورينيو استطاع خلال فترته مع بورتو، أن يقود الفريق للفوز بلقب الدوري مرتين متتاليتين وكأس البرتغال وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2003 ودوري أبطال أوروبا في عام 2004.
إنجازات تاريخية ورقم فريد
بعد مسيرة متميزة ومتقلبة على مدار عقدين من الزمن مع أندية تشيلسي وإنتر ميلان، حيث فاز معهما بدوري أبطال أوروبا، إلى جانب ريال مدريد، مانشستر يونايتد، توتنهام هوتسبير، روما، فنربخشة، وصولاً إلى بنفيكا، دوَّن مورينيو اسمه ضمن أبرز مدربين عبى التاريخ.
ويعتبر "السبيشيال وان" المدرب الوحيد الذي حصد جميع البطولات الأوروبية الثلاث (دوري الأبطال، الدوري الأوروبي، دوري المؤتمر)، في إنجاز لم يصل إليه أي مدرب سواه حتى الآن.
تجربة مثيرة مع فنربخشة
تولى مورينيو، تدريب فنربخشة في يونيو عام 2024، حتى تعرض للإقالة من منصبه، في نهايات أغسطس العام الجاري، عقب الإقصاء من دوري أبطال أوروبا.
ولم ينعم مورينيو بالاستقرار خلال فترة عمله مع فنربخشة، حيث سيطر القلق والاضطراب على تلك التجربة، بين الأزمات مع المنافسين والتحكيم وأخيرًا مع الإدارة.
وأشعل مورينيو جدلاً واسعًا، خلال أبريل الماضي، عندما أمسك بأنف أوكان يوروك، مدرب جالطة سراي، في ديربي إسطنبول، مما أدى لإيقافه 3 مباريات، وتوقيع غرامة مالية ضده.
ولم يحقق جوزيه مورينيو أي ألقاب مع فنربخشة، رغم منافسة جلطة سراي على لقب الدوري التركي، وقد أشرف على قيادة الفريق في 62 مباراة فاز فيها بـ 37 مواجهة وتعادل في 14 وخسر 11.
اتهام بالمؤامرة
خلال أغسطس الماضي، نجح بنفيكا في التأهل إلى مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا 2025-2026 على حساب فنربخشة، الذي كان يقوده وقتها جوزيه مورينيو.
وحسم التعادل السلبي مباراة الذهاب في مرحلة الدور التمهيدي الثالث، بينما فاز بنفيكا في مباراة الإياب، بهدف دون رد، ليتعرض مورينيو في وقت لاحق للإقالة.
ومع مرور أيام معدودة حتى أقال بنفيكا مدربه برونو لاج، ليتعاقد مع الأول، وعلى إثر تلك التطورات، سَخِر علي كوتش؛ رئيس فنربخشة السابق، بالقول: "مورينيو بارع لدرجة توقع هزيمة بنفيكا أمام كاراباج، وكان يعلم بأن برونو لاج ستتم إقالته!".
فيما علق ماريو برانكو؛ المدير الرياضي السابق للنادي التركي في هذا الصدد بأن: "مسؤولو بنفيكا وضعوا خطة مع مورينيو، لا، هذا مستحيل".
لكن مورينيو لم يدع الشكوك تحوم حوله وقتًا طويلاً، حيث أكد بشكلٍ عملي أنه لم يعد متمرسًا في المباريات الأوروبية مع مختلف الفرق التي يقودها مؤخرًا، ليقدم بنفيكا تحت قيادته مستويات ونتائج كارثية.
وخسر الفريق البرتغالي مبارياته الأربعة في دوري أبطال أوروبا حتى الآن، ليحتل المركز قبل الأخير في الترتيب، وسيخوض بنفيكا مباراته القادمة ضد أياكس أمستردام.
ويحتل بنفيكا المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري البرتغالي الممتاز، برصيد 25 نقطة، وبفارق 6 نقاط عن بورتو، متصدر الترتيب.