بعد موسم استثنائي في 2024/2025 سجل خلاله محمد صلاح 57 مساهمة تهديفية (34 هدفًا و23 تمريرة حاسمة)، يعيش النجم المصري بداية باهتة هذا الموسم مع ليفربول، حيث اكتفى بتسجيل هدفين فقط وصنع مثلهم في سبع مباريات بالدوري الإنجليزي، ولم يهز الشباك من اللعب المفتوح منذ الجولة الأولى.
تراجع مردود صلاح أثار التساؤلات بين جماهير الفريق والمحللين، خاصة أن ليفربول يعاني أيضًا من تراجع جماعي واضح رغم بدايته القوية.
بداية غير مقنعة وأداء متراجع
شهدت انطلاقة ليفربول للموسم الجديد نتائج جيدة، لكن الأداء لم يكن مقنعًا.
الفريق حقق سبعة انتصارات متتالية في مختلف البطولات قبل أن يتعرض لثلاث هزائم في ثمانية أيام أمام كريستال بالاس، جالاتا سراي، وتشيلسي، وهي سلسلة كشفت عن تراجع في الفاعلية الهجومية.
في مواجهة تشيلسي الأخيرة، أضاع صلاح فرصتين محققتين أمام فريقه السابق، وبدت عليه علامات فقدان الثقة، ليواصل سلسلة من المباريات التي لم يسجل فيها أو يصنع تأثيرًا حاسمًا.
أرقام تكشف الانحدار
الإحصاءات تؤكد أن صلاح لم يعد يحظى بنفس الزخم الهجومي داخل منظومة الفريق.
معدل لمساته للكرة انخفض من 48.6 لمسة في المباراة الموسم الماضي إلى 42.6 هذا الموسم،
بينما تراجعت لمساته داخل منطقة الخصم من 9.6 إلى 5.5 في كل 90 دقيقة وهو أدنى معدل له منذ انضمامه إلى ليفربول.
كما تراجعت محاولاته للمراوغة بشكل حاد؛ إذ بات يحاول 1.6 مراوغة فقط في المباراة بنسبة نجاح 20%، مقارنة بـ3.5 مراوغة بنسبة نجاح 39.3% الموسم الماضي.
وفي جانب التسديد، انخفض معدل تسديداته من 3.4 إلى 2.0 تسديدة في المباراة، وهبط معدل الأهداف المتوقعة (xG) من 0.63 إلى 0.32، وهو نصف ما كان يحققه في الموسم السابق.
تأثير رحيل ألكسندر أرنولد
رحيل ترنت ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد الصيف الماضي مثل نقطة تحول واضحة في أداء صلاح. فالثنائي شكل على مدار ثماني سنوات ثنائياً هجومياً فعالاً على الجهة اليمنى.
في موسم 2024/2025، مرر أرنولد 147 تمريرة كسرت خطوط الدفاع لصلاح، وهو أعلى رقم لأي ثنائي في الدوري.
من بينها 37 تمريرة تخطت الدفاع مباشرة، وهو رقم لم يقترب منه أي ثنائي آخر في البطولة.
ورغم أن دومينيك سوبوسلاي حاول تعويض غياب أرنولد، فإنه لم يحقق نفس التأثير، إذ يمرر بمعدل 3.3 تمريرات خطيرة لصلاح في المباراة، مقابل 4.5 لأرنولد الموسم الماضي.
صلاح خارج المناطق الخطرة
خرائط اللمسات تشير إلى أن صلاح أصبح أكثر ثباتًا في موقعه على الخط الجانبي الأيمن، بعيدًا عن منطقة الجزاء التي شكل فيها خطورته المعتادة.
باتت معظم لمساته تأتي في منتصف ملعب الخصم قرب الخط الجانبي بدلًا من المناطق الداخلية، مما جعل تحركاته أكثر توقعًا للمدافعين وأقل فاعلية هجومية.
ظروف صعبة ومؤثرات خارجية
من الإنصاف الإشارة إلى أن جدول ليفربول كان صعبًا للغاية في بداية الموسم؛ إذ واجه خمسة فرق من الثمانية الأوائل، ولم يلعب سوى مباراة واحدة ضد فريق من النصف السفلي (بيرنلي).
كما تأثر صلاح نفسيًا بوفاة زميله المقرب ديوجو جوتا في يوليو الماضي، وهو حدث ترك أثرًا واضحًا على الفريق بأكمله، حيث ظهر النجم المصري باكيًا في المباراة الافتتاحية أمام بورنموث عندما هتف الجمهور باسم الراحل.
تراجع الإنتاجية الهجومية
غياب صلاح عن التسجيل انعكس على هوية الفريق الهجومية.
من أصل 13 هدفًا سجلها ليفربول في الدوري حتى الآن، جاء هدف واحد فقط بالقدم اليسرى (ركلة جزاء لصلاح أمام بيرنلي)، مقابل 40 هدفًا يساريًا الموسم الماضي.
هذا التراجع يؤكد أن ليفربول يفتقد اللمسة القاتلة من لاعبه الأبرز، الذي طالما شكل مصدر التهديد الرئيسي للمنافسين.
هل يعود صلاح؟
رغم البداية المتواضعة، لا أحد يشك في قدرة صلاح على استعادة مستواه. فقد سبق له أن مر بفترة جفاف تهديفي في نهاية موسم 2023/2024 قبل أن يعود ويسجل 29 هدفًا الموسم التالي ليقود ليفربول للقب الدوري.
لكن على المدرب آرني سلوت أن يجد سريعًا طريقة لإعادة دمج صلاح في قلب المنظومة الهجومية، وأن يعيد له الإمداد التمريري الذي افتقده برحيل أرنولد، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى استعادة بريقه قبل أن يفقد المزيد من النقاط.
تراجع مستوى صلاح لا يرتبط فقط بانخفاض مستواه الفردي، بل بمجموعة من العوامل:
تغيير المنظومة الهجومية بعد رحيل أرنولد.
تراجع معدل اللمسات والمراوغات داخل منطقة الجزاء.
جدول مباريات صعب في البداية.
عامل نفسي وإنساني بعد وفاة جوتا.
ورغم كل ذلك، يبقى محمد صلاح ركيزة أساسية في مشروع ليفربول، ونجمًا اعتاد على الرد في الأوقات الصعبة.